محمود الجوهرى.. اسم خلده تاريخ الرياضة فى مصر، حين صعد بمنتخبها الأول لكأس العالم عام 1990، بعد 56 عاماً من الغياب عن المحفل الكروى الأكبر، ومدرب سيظل محفوراً فى الذهن، لا سيما أنه حقق كأس الأمم الأفريقية عام 1998 فى بوركينا فاسو، حين كان الجميع يتوقع خروج مصر آنذاك من الدور الأول، ويعتبره كثيرون الأب الروحى للكثير من نجوم كرة القدم المصرية الذين شهدوا على تأثير فكره فى أداء المنتخب وشدة التزامه وطيب خلقه، حتى بات معروفاً فى الوسط بلقب «الجنرال». ولد محمود نصير يوسف الجوهرى يوم 20 فبراير 1938، وبدأ حياته الكروية لاعباً فى النادى الأهلى والمنتخب المصرى عام 1955 وفاز بكأس الأمم الأفريقية مع المنتخب المصرى عام 1959 وتوج هدافاً للبطولة. ولم يكتفِ «الجوهرى» بنجاحاته الكروية فحسب، وإنما كان بطلاً من أبطال القوات المسلحة المصرية التى شارك بين صفوفها فى حرب أكتوبر المجيدة، وكان وقتئذ برتبة مقدم فى سلاح الإشارة. لكن القدر لم يمهله كثيراً للاستمرار فى المستطيل الأخضر، حيث أنهت الإصابة سريعاً حياة محمود الجوهرى الكروية، فلم يستكِن، واتجه للتدريب الذى أكمل فيه حياته وحقق العديد من الإنجازات، كان أبرزها على الإطلاق ما فعله على الأراضى الإيطالية، عام 1990، حين كان نِداً قوياً لمنتخب هولندا، بدفاعاته العنيدة أمام الطاحونة الهولندية، التى كانت فى أوج مجدها فى ذلك الحين، وكانت تضم نجوم الصف الأول فى العالم. وقاد الجوهرى المنتخب الوطنى المصرى للفوز بالميدالية الذهبية فى دورة الألعاب العربية 1992 والفوز بكأس أمم أفريقيا 1998 ليصبح أول مصرى يحقق البطولة الأفريقية لاعباً ومدرباً، كما كان الجوهرى أول مدير فنى مصرى يتولى تدريب القطبين الأهلى والزمالك، حيث قاد الأهلى لأول لقب دورى أبطال أفريقيا فى تاريخه عام 1982، وقاد الزمالك للظفر بنفس اللقب عام 1993. فى عام 1985 شهدت علاقة الجوهرى بالأهلى خريفاً لم تنقشع آثاره حتى اليوم، حيث قاد ما يشبه الإضراب مع 16 لاعباً من الفريق الأول، انقطعوا عن التدريبات حينها، وذهبوا للتدريب فى نادى الشمس، قبل مباراة مهمة، وأوقف النادى وقتها كل هؤلاء اللاعبين، واستقال الجوهرى، لتظل حتى اللحظة آثار غبار ازدادت حدته، عندما ذهب «الجنرال» لتدريب الغريم اللدود للأهلى «نادى الزمالك»، وهو ما عده الجماهير حينها أمراً صعب الغفران. تولى محمود الجوهرى تدريب العديد من الأندية والمنتخبات العربية التى قادها لإنجازات غير مسبوقة فى تاريخها، حتى إن العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى قد منحه وسام العطاء المتميز تقديراً لمجهوداته الكبيرة مع الكرة الأردنية التى وضع لها خطة تطوير للمنتخب الأول وبقية الأندية فى مختلف المراحل العمرية، حيث يعمل مستشاراً للأمير على بن الحسين رئيس الاتحاد الأردنى لكرة القدم. وفى ظهر أمس الأول «الجمعة» أصيب المدرب المخضرم بجلطة فى المخ نقل على أثرها إلى مستشفى المركز العربى الطبى بعمان حيث تم إدخاله إلى غرفة العناية المركزة.