أكد الرؤساء السابقون للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام، تمسكهم بإعادة تسمية رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، لتشكيل الحكومة الجديدة المرتقبة. وقال الرؤساء السابقون للحكومة: "منذ بداية الأزمة السياسية التي يشهدها لبنان حاليا، شددنا ونعيد التأكيد اليوم على موقفنا الأساسي، بإعادة تسمية سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، وإننا نرى، في ضوء الأوضاع الراهنة، أن على القوى السياسية كافة تسهيل مهمته في ذلك"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط". وكان حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر قد توافقوا مع الحريري على اختيار الوزير والنائب السابق محمد الصفدي، مرشحاً توافقياً لرئاسة الحكومة المرتقبة والتي ستكون "تكنو- سياسية" أي مزيج ما بين السياسيين والتكنوقراط، وجاء اختيار الصفدي، بعد أن أصر الحريري على موقفه أنه إذا اختير لتشكيل الحكومة الجديدة، فإنها ستكون حكومة إنقاذ مصغرة من الاختصاصيين "تكنوقراط" بالكامل، بما يحاكي مطالب الاحتجاجات الشعبية وحتى يمكن لها أن تعمل بسرعة وانسجام بمنأى عن العرقلة والتجاذب والنكايات السياسية التي كانت السمة الرئيسية للحكومة المستقيلة، في حين تمسك الثنائي الشيعي "حزب الله" و"أمل" بموقفهما بتشكيل حكومة سياسية مطعمة بالاختصاصيين "تكنو- سياسية". وكان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال في لبنان جبران باسيل، قال في وقت سابق، اليوم، إن وزير المالية السابق محمد الصفدي وافق على تولي رئاسة الحكومة المقبلة في لبنان إذا ما نال تأييد الأحزاب الرئيسية، وأضاف باسيل رئيس التيار الوطني الحر في لبنان، في تصريحات تليفزيونية، أن المشاورات بشأن تسميته ليكون خلفا لرئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري ستبدأ الاثنين المقبل، وفقا لما ذكرته قناة "سي إن إن عربية" الإخبارية. وفي وقت مبكر مساء اليوم، تجمع محتجون أمام منزل الصفدي في بيروت اعتراضا على احتمال تعيينه، ووصفوه بأنه "فاسد"، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس". ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الماضي سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة، لا سيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.