تشتد حدة الصراع الدائر بين كل مكونات المجتمع المصري بأحزابه وطبقاته؛ صراع امتد لسنوات لم ينتج عنه سوى كتل من الحطام والشتات؛ هناك كثير من المكتسبات الناجمة عن التفاعلات السياسية والثورية الأخيرة، إنما الأخطار أو التحديات التى باتت حاضرة فى واقعنا هى الأكثر والأصعب؛ الصراع الذى يمتد ليصبح صداماً هو بالأساس نتيجة لخلل معرفى أو فى مفاهيم القيم والأفكار المتداولة. الوطنية الجامعة التى تقوم على أساس جيد من مساحات التوافق بين الأفكار والاتجاهات المختلفة ربما تكون هى طوق النجاه الذى طالما بحثنا عنه فى أوراق العلم أو عقول الخبراء لنتمكن من عبور المرحلة الحرجة التى دخلناها ولا نعلم إلى أين تذهب بنا؛ تضافر الجهود ودعم اختلاف التنوع بين وجهات النظر وأساليب تحقيق مصالح المواطن هى السمة التى لابد من نشرها بين الجميع. الأوقات الاستثنائية تتطلب أفكاراً استثنائية، والمشكلات التى تؤرق حياة بلادنا تحتاج أفكاراً خارج الصندوق، لتطبيق المعادلة الصعبة فى حل المعضلة بأقل تكليف وأعلى جودة ممكنة بأستخدام أدوات مبتكر، وفى هذا الصدد يكون للكوادر والكفاءات دور بارز فى رسم ملامح الحول المقترحة، كل هذا ولا يمكن إغفال دور الفرد حيث يمثل وحدة بناء المجتمع، فمن خلال تطوير فكر وأداء الفرد تتحرك عجلة الاصلاح والتغيير الايجابى فى المجتمع لتحقيق الطموح والارتقاء بمستويات الوعى والفكر للجميع ! الوطن يحتاج الى رؤية (شاملة) فى كيفية اعادة ترتيب كل الأفكار والأدوات من جديد بما يخدم الصالح العام والطموح الذى يسعى له كل محب للوطن، الرقى العام وحل المشاكل التى تؤرق حياة الناس بعيداً عن حسابات السباق الشخصى؛ بلادنا تحتاج أن تتجمع القوى بأى شكل فى قناة واحدة وتصب محتواها فى وعاء الصالح العام للبلاد؛ رؤية مختلفة للوطن يمكن أن تصنع المعجزات.