لم يخطئ الفنان عادل إمام عندما قال ل"برعي"، الذي لعب دور حاجب المحكمة في مسرحية "شاهد مشافش حاجة": "اتكل على الله واشتغل رقاصة"، وذلك بعد أن علم بحالته المعيشية الصعبة، حيث إنه يعيش في "أوضة واحدة يا سيد" هو ومراته وحماته والسبع عيال، وبما أن الراقصات يجدن حظهن في بلدنا منذ فترة طويلة، فنصح "سرحان عبدالبصير" الرجل الفقير "برعي" بتلك النصيحة المؤسفة، إن جاز التعبير! فجأة تحولت الرقاصة سما المصري إلى مناضلة سياسية تمتلك منبرًا إعلاميًا ينافق السلطة- حتى وإن كان بالابتذال والألفاظ الخارجة- دون أن تتعرض القناة لأي تشويش.. يا للعار!!.. بالمناسبة، باسم يوسف أيضًا يستخدم ألفاظًا خارجة ولكنه لا ينافق السلطة، لذلك فهو يستحق التشويش.. معلش يا عم باسم، اتكل على الله واشتغل زي الرقاصة سما المصري عشان تعرف تاكل عيش في البلد دي. الراقصة الأرمنية صافيناز تتحول إلى حدث يشغل الرأي العام بعد احتجازها في أحد أقسام الشرطة، وكأنها مناضلة من المناضلات اللاتي لا يحصلن على القدر نفسه من الاهتمام. ثم نأتي إلى "الفاجعة الكبرى"- إن جاز التعبير- فتطالعنا وسائل الإعلام أمس، بتكريم الراقصة فيفي عبده بجائزة "الأم المثالية".. بأمارة إيه يا أخويا إن شاء الله؟.. هل خلت مصر من الأمهات الشريفات اللاتي ربين أبناءهم أفضل تربية أم ماذا؟ ما نوع المرحلة التي نعيشها الآن بالضبط؟.. وما هو العنوان المناسب لوصف هذه المرحلة "العبثية"؟.. وإلى ما وصلنا وإلى أين نتجه؟.. لماذا لا يحصل العمال والأطباء والصحفيون والمهندسون والفلاحون والمحامون وكل أصحاب المهن الشريفة على نفس الأجر والتكريم الذي تحصل عليه الراقصات ويحصل عليه البلطجية؟.. إن إصلاح مصر يبدأ من إعطاء كل ذي حق حقه.. وكفاية ظلم وافترا بقى.