قال مسؤول إيراني بارز، اليوم، إن وكالات استخبارات أجنبية تلاعبت بمضخات مستوردة في محاولة مزعومة لتخريب إحدى المنشآت النووية بالبلاد، وأدلى أصغر زاريان، نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية للحماية والأمن، بتلك الملاحظات في تعليق على مزاعم محاولة تخريب بمفاعل "آراك" الذي يعمل بالماء الثقيل وسط البلاد. وكانت ايران قد وجهت تلك الاتهامات أول مرة أمس الأول. واتهمت طهران، إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاءهما بمحاولة عرقلة نشاط برنامج إيران النووي من خلال عمليات سرية، مضيفة أن أعداءها يعكفون على الدوام على تدبير بيع معدات معيبة وشن هجمات على حاسباتها الآلية بفيروسات. وذكر زاريان في تعليقات نشرت بالموقع الإلكتروني الإخباري للتلفزيون الرسمي أن المتعاقد الذي باع المضخات لم يكن على علم بأن بها عيوبا، ولم يكشف عن هويته، مضيفا "يقف أجانب وراء ذلك، ولم يكن للمتعاقدين أي دور محدد. واستغلت وكالات الاستخبارات عدم علم المتعاقد بذلك". وأكد المسؤول الإيراني، أن حادث المفاعل، لم يكن العمل التخريبي الأول ولا الأخير لعرقلة البرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن هذه هي سياسة وكالات الاستخبارات الأجنبية، إبطاء أنشطتنا النووية السلمية. وستستمر الوكالات في استهداف ليس فقط الصناعة النووية بل كامل البنية الأساسية للبلاد. ويمكن لمفاعل "آراك"، إنتاج مادة البلوتونيوم، التي يمكن استخدامها في تصنيع رأس نووي، ويشتبه الغرب في محاولة إيران امتلاك قدرات تصنيع رؤوس نووية، وهو ما تنفيه إيران قائلة: إن برنامجها النووي أغراضه سلمية. وفي السابق تعرضت منشآت نووية لهجمات فيروسات إلكترونية، ففي 2010 عطل فيروس "ستاكسنت"، مؤقتا تشغيل آلاف من أجهزة الطرد المركزي، وهي أساسية في إنتاج الوقود النووي، وذلك بمنشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم. ولم تعلق إسرائيل أبدا على تلك المزاعم، إلا أنه يعتقد على نطاق واسع أنها متورطة في هجوم "ستاكسنت"، كما أشار بعض المسؤولين الإيرانيين أيضا في السابق إلى شركات أوروبية محددة ربما تكون قد باعت معدات معيبة لإيران بعلم حكوماتها وبعلم الاستخبارات الأمريكية، بما أن المعدات كانت ستضر، بدلا من أن تساعد، البرنامج النووي للبلاد. ومنذ ذلك الحين أعلنت إيران أيضا اكتشاف متفجرات صغيرة موقوتة زرعت في أجهزة طرد مركزي، إلا أنه تم إبطال مفعولها قبل انفجارها، والآن تزعم السلطات أن الجمهورية الإسلامية محصنة ضد الهجمات الإلكترونية.