لم تكن الإضربات والاحتجاجات الفئوية كافية لتثقل تركة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، التي ورثها عن الدكتورحازم الببلاوي، رئيس الوزراء السابق، لكن زاد عليها تفجير مسطرد ليعيد للأذهان حالة التراخي والتأخر التي واجه بها الببلاوي الضربات الإرهابية السابقة. بعد عدة تفجيرات طالت سيناء والقاهرة والمنصورة أعلن الببلاوي جماعة الإخوان إرهابية، بعد عدة مرات من إدانته ما تفعله الجماعة، مؤكدا، في كل مرة، أن أيدي حكومته مرتعشة ، بينما كان محلب أشد جرأة من سابقه فتحدث في أول تعليق له علي أول حادث إرهابي في عهده قائلا: "عازمون علي بتر يد الإرهاب". بين "الإدانة" و "البتر" جاء حادث كمين مسطرد، الذي يؤكد اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي، أن حكومة الببلاوي تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية هذا الحادث بسبب تراخيها في تعقب الإرهابيين، وتأخرها المتعمد في إصدار قانون الإرهاب، وإعلان الإخوان جماعة إرهابية، مضيفا: "الببلاوي كان مقتنعا بفكرة المصالحة، وكان يريد تحقيقها، ومع الأسف هذا ليس منهج الإخوان بالمرة، لأن كل مايشغل بال تلك الجماعة الآن، هو استهداف الأمن بشخوصه، واستهداف هيبة الدولة المصرية" . المسؤولية السياسية التي يتحملها الببلاوي، بحسب سويلم، يشدد عليها الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي، الذي يؤكد أن استمرار العمليات الإرهابية إلي الآن يرجع لأنه ليس هناك واحد من الحكومة السابقة كان "قاطعا و حادا" في تصريحاته، مضيفا: "القوة التي أظهرها محلب في تصريحه، اليوم، عقب الحادث ستكون سببا في إعادة التفكير عدة مرات قبل الإقدام على أي عملية أخرى" . وحلل عبد المحسن مصطلح "البتر"، الذي استخدمه محلب، لأول مرة، في التعامل مع العمليات الإرهابية، قائلا: "استخدام التشبيه في كلام محلب له أثر كبير علي شكل المواجهة فهو يوجه كلامه لكل واحد يظن في نفسه إنه إرهابي، ولم يقل مثلا عازمون علي القضاء على الارهاب، وهنا سيكون كمن يحارب شبحا غير معروف، فالوقع النفسي لمفهوم البتر سيعطي ايحاء بالقوة والسيطرة واستطاعة، الإمساك بزمام الأمور بعكس الضعف وقلة الحيلة، التي كانت تبدو عليها حكومة الببلاوي" .