8 أيام كاملة، انفصلت فيها الطفلة أماني سمير تماما عن العالم، الذي عانت فيه من التعذيب المرير على يد جدتها لوالدتها، ولكن أشد ما أثقلها هو فقدانها لشقيقتها الصغيرة "جنة"، في واقعة أثارت جدلا كبيرا في مصر خلال الأسابيع الماضية. بعد وفاة الطفلة جنة، 4 أعوام، متأثرة بجراحها عقب بتر ساقها بسبب تعذيب جدتها التي تجرى محاكمتها حاليا، تمكن الأب الكفيف محمد سمير من الحصول على ابنته الكبرى أماني بصعوبة، ليصطدم بكونها تعرضت أيضا للتعذيب بالكي في مناطق مختلفة بجسدها والأعضاء التناسلية على غرار شقيقتها، قبل أن توصي النيابة بنقلها إلى إحدى دور الرعاية وإحالة القضية إلى المحاكمة العاجلة. والد الطفلة أماني: ابنتي لم تخضع لأي عمليات.. والعلاج انعكس على حالها النفسية بشكل مفاجئ جرى نقل الطفلة أماني، 7 أعوام، إلى أحد المستشفيات بالقاهرة، بعدما كانت انتقلت إلى حضانة أبيها، حيث رفضت الابتعاد عنه، "فضلت ماسكه فيا وحضناني"، وفقا لوالدها. وكان الهدف من نقل الطفلة من قريتها بساط كريم الدين في مركز شربين بالدقهلية، إلى أحد مستشفيات القاهرة وسط تعتيم شديد، بتوفير مناخ علاجي جيد لها، عقب وفاة شقيقتها الصغرى. تحدث محمد سمير، والد الطفلة أماني ل"الوطن"، عن كواليس الأيام الثمانية الماضية، منوها بأنه جرى نقل أماني إلى مستشفى وادي النيل في الجيزة بواسطة الأجهزة المعنية وبالتعاون مع نيابة الدقهلية، بعد الضرر النفسي والجسدي الكبير الذي لحق بها، ليكون برفقتها فقط، حيث أغلق هاتفه أيضا من أجل تخصيص وقته وجهده لأماني. "المستشفى قدمتلها كل حاجة، علاجي جسماني ودعم نفسي، وكل اللي كانت بتتطلبه بيجبهولها في ساعتها".. شرح "سمير" أن ابنته لاقت الرعاية الصحية المطلوبة، دون إجراء أي عمليات جراحية أو تجميلية واقتصر على الكريمات والأدوية فقط، فضلا عن إجرائها لفحوصات طبية وتحاليل وأشعة للتأكد من عدم إصابتها بأي أمراض، بجانب الجلسات النفسية لتأهيلها وتجاوز محنتها السابقة. وعن المعاملة التي تلقتها أماني في المستشفى، قال الأب: "مفيش أحسن من كده"، حيث كانوا يصبون كل اهتمامهم بها ويتعاملون معه باحترام شديد، وهو ما انعكس بشدة على حالتها النفسية وجعلها أفضل كثيرا من الفترة السابقة واستردت عافيتها، حتى طلبت العودة إلى أحضان جدتها وجدها لوالدها وألحت في طلبها وسرعان ما تم الموافقة عليه بخروج لمدة أسبوعين، والعودة مرة أخرى لإعادة الكشف عليها. والد أماني: رجعنا إمبارح وفسحتها النهاردة.. والبنت اتعاملت أحسن معاملة واحترام عادت مجددا الطفلة إلى منزل أسرة أبيها، في قرية بساط الدين، مساء أمس، عقب صلاة المغرب، بسيارة خاصة من المستشفى، لتغمرها السعادة بسبب تواجدها بينهم مجددا، وتنزهت اليوم مع والدها في منطقة "الزرقا"، حتى يستعيدوا حياتهم السابقة أيضا، لكنها ترفض التصوير حاليا أو الاحتكاك بأي أفراد خارج العائلة. وقال الأب إنه يتفاوض حاليا على طلب استمرار إقامة ابنته معه وأسرته، بدلا من نقلها إلى إحدى دور الرعاية، حيث يجري الاتفاق على التكفل بمصروفات علاجها ودراستها بأحد المعاهد القريبة، مع إحدى وزارات الدولة، مؤكدا: "البنت مش قادرة تبعد عني ولا أنا أقدر استغني عنها تاني بعد ما فقدت أختها، ولو حصل ده أموت فيها.. أنا مش عايز غير أني أنسيها اللي حصل وأسعدها وأعوضها". يذكر أن محكمة جنايات المنصورة نظرت أمس، أولى جلسات المحاكمة إلا أن عدم توافر محامي للمتهمة جعل رئيس المحكمة يؤجل نظر القضية للغد لحين حضور محامي عنها. وأحالت النيابة العامة المتهمة للجنايات بعد أن وجهت لها اتهامين، هما تعريض حياة حفيدتها المجني عليها الطفلة للخطر، وضربها وجرحها محدثة بها إصابات أفضت إلى موتها، وأحرزت أدوات تستخدم في الاعتداء على الأشخاص بغير مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية، بأن أحرزت خرطوم وشرشرة وحبلا وكماشة لاستخدامها في ضرب حفيدتها المجني عليها الطفلة على النحو المبين بالتحقيقات.