عاود مسلحون تابعون لكتائب "سرايا القدس" في غزة إطلاقهم الصواريخ تجاه إسرائيل اليوم، فقصفوا ضواحي مدينتين كبيرتين بعد يوم من إطلاق وابل من القذائف كان الأوسع منذ الهجوم الإسرائيلي الذي استمر ثمانية أيام أواخر 2012. هجمات اليوم أطلقت صافرات الإنذار في مدينتي أسدود وعسقلان. وسقطت الصواريخ في مناطق مفتوحة، لكنها تجاوزت عمقا أكبر داخل إسرائيل من هجمات يوم الأربعاء على بلدات حدودية جنوبي إسرائيل. ولم تقع خسائر بشرية في موجة الهجمات الأخيرة. وقالت فصائل فلسطينية مسلحة إنها استأنفت إطلاق الصواريخ ردا على ما تقول إنه "استفزازات" وانتهاكات إسرائيلية لهدنة، بما في ذلك ضربة جوية قتلت ثلاثة مسلحين من حركة الجهاد الإسلامي في وقت سابق هذا الأسبوع. والتزم كلا الجانبين بشكل كبير بهدنة أنهت الهجوم الإسرائيلي ضد فرق إطلاق الصواريخ في نوفمبر 2012، وهو الهجوم الذي انخرطت فيه إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قتال عنيف طوال ثمانية أيام. وفي هجمات الأربعاء، أطلق مسلحون من غزة أكثر من أربعين قذيفة على إسرائيل في غضون ساعتين. وما لبثت أن ردت إسرائيل بعشرات الضربات الجوية ضد أهداف للمسلحين في غزة. وجاءت هجمات الصواريخ تزامنا مع زيارة يقوم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لإسرائيل، أدان خلالها الهجمات. ومن المنتظر أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمجلس وزرائه الأمني المصغر لبحث مزيد من الرد الإسرائيلي، ومع ذلك تشير التوقعات إلى أن التوترات ستهدأ في غضون أيام ولن تتفاقم إلى مواجهة أوسع. وقال نتنياهو اليوم: "سياستنا في الجنوب واضحة. سنحلق الضرر بأولئك الذين يلحقون بنا الضرر وسنرد بقوة على أي هجوم." وأضاف: "الجماعات الإرهابية في غزة لا بد أن تدرك أنها تتعامل مع حكومة حازمة جدا وجيش قوي جدا". وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، قائلة إنه يأتي انتقاما لمقتل ثلاثة من أعضائها في غارة جوية يوم الثلاثاء الماضي أثناء إطلاق قذائف هاون باتجاه إسرائيل. ولم تشارك حركة حماس في القتال الأخير. لكن قادة إسرائيليين يقولون إنهم يحملون الجماعة الإسلامية المتشددة المسؤولية لأنها تحكم القطاع الساحلي الفلسطيني. وقال داود شهاب ناطقا باسم الجهاد الإسلامي إن هجمات الحركة تأتي "بالنيابة عن الشعب الفلسطيني بأكمله". كما ألمح أيضا إلى أن حماس منحت موافقتها الضمنية على الأقل لأنشطة الجماعة قائلا "رد الأمس جاء بمباركة جميع الفصائل". من جانبه، قال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري إن إسرائيل "تتحمل المسؤولية كاملة" عن التصعيد الأخير. كان مسلحو غزة قد أطلقوا آلاف الصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل على مدار العقد المنصرم. وشهدت تلك الهجمات تراجعا كبيرا منذ هجوم 2012 الذي نفذت خلاله إسرائيل نحو 1500 غارة جوية ضد أهداف في غزة بينما أطلق مسلحون 1500 صاروخ على إسرائيل. وتشن الطائرات الإسرائيلية من حين لآخر غارات ضد مسلحين يطلقون الصواريخ.