أعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي ألكسندر تورتشينوف، أمس، أن: "أوكرانيا ترفض اتباع السيناريو، الذي كتبه الكرملين لإلحاق القرم بروسيا، غير أنها لن تتدخل عسكريا في شبه الجزيرة الانفصالية". وانتقد "تورتشينوف" الاستفتاء الذي تعتزم السلطات الانفصالية في القرم تنظيمه الأحد حول الالتحاق بروسيا، ووصفه بأنه: "مهزلة تقررت في مكاتب الكرملين". وقال تورتشينوف، وهو أيضا قائد القوات المسلحة الأوكرانية: "لا يمكننا شن عملية عسكرية في القرم، لأننا سنعرض الحدود الشرقية (القريبة من روسيا)، للخطر ولن تكون أوكرانيا محمية"، مؤكدا أن: "العسكريين الروس، يراهنون على ذلك". وتابع: "تم حشد وحدات ضخمة من المدرعات على حدود أوكرانياالشرقية"، وأضاف: "إنهم يقومون باستفزازنا، حتى تكون لهم ذريعة للتدخل في أراضي أوكرانيا، لا يمكننا اتباع السيناريو الذي وضعه الكرملين". وفي أجواء التوتر الشديد، جرت عدة تظاهرات انفصالية الأسبوع الماضي، في دونيتسك ولوجانسك المدينتين الشرقيتين الناطقتين بالروسية، وهاجم المتظاهرون بشكل مؤقت الإدارات المحلية، ورفعوا فوقها أعلاما روسية، وكانت تظاهرات مماثلة سبقت احتلال القرم. وعين تورتشينوف، رئيسا انتقاليا في نهاية فبراير الماضي، بعد إقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وفراره إلى روسيا، إثر ثلاثة أشهر من الاحتجاجات المعارضة لنظامه، انتهت بمواجهات دامية في كييف، أوقعت أكثر من 100 قتيلا. وشدد تورتشينوف على أن أوكرانيا، التي ستباشر قريبا تعبئة جزئية لقوات الاحتياط، لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء استمرار العدوان، مشيرا إلى أن "الروس قد يهاجمون وحداتنا العسكرية في القرم، ويوسعون عدوانهم على أرضنا، الجيش سيرد". وسُئل عن الاستفتاء الذي ستنظمه شبه الجزيرة، البالغ عدد سكانها مليوني نسمة، والتي تحتلها القوات الروسية منذ نهاية فبراير الماضي، فندد تورتشينوف ب"استفتاء لن يجري في القرم، بل من مكاتب الكرملين". وقال الرئيس، الذي سيغادر منصبه بعد الانتخابات الرئاسية، المقررة في 25 مايو المقبل: "إنها مهزلة"، موضحا: "معظم سكان القرم، سيقاطعون هذا الاستفزاز". وقال تورتشينوف إن: "العسكريين لا ينوون تنظيم الاستفتاء، سيكتفون بتدوين أرقام زائفة على محاضر مكاتب الاقتراع". وذكر أن "النيابة العامة وجهت تحذيرات إلى ممثلي السلطة التنفيذية، في القرم، تدعوهم إلى عدم المشاركة في الاستفتاء الغير الدستوري، تحت طائلة ملاحقتهم"، وأسف تورتشينوف، الذي لا يعترف الكرملين بشرعيته، لعدم قيام اتصالات مع المسؤولين في الحكومة الروسية، وقال: "للأسف أن روسيا، تتخلى في الوقت الحاضر عن حل دبلوماسي للنزاع"، وتابع: "الروس يرفضون أي اتصال، على مستوى وزارتي الخارجية والمسؤولين، مع أن الأسرة الدولية، تطلب من روسيا، بدء مفاوضات سلام". وفي وقت يتوجه فيه رئيس الوزراء آرسيني ياتسينيوك إلى الولاياتالمتحدة، حيث يلتقي اليوم الرئيس باراك أوباما، قال تورتشينوف إنه: "يعول على دعم الغربيين، لوقف العدوان الروسي". وقال إن: "روسيا تتصرف كجهة معتدية، بدلا من أن تفي بالتزاماتها"، في إشارة إلى اتفاقية (بودابست)، التي تضم عدة بروتوكولات، وقعت عام 1994، مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا، في إطار انضمام أوكرانيا إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، والتي تضمن وحدة وسلامة أراضي هذا البلد. وأكد تورتشينوف: "على الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، أن يرغما روسيا على وقف العدوان العسكري والاستفزازات، ضد أوكرانيا". وأضاف أن: "أوكرانيا بحاجة إلى مساعدة مهمة، ليس على الصعيد الاقتصادي فقط، بل على الصعيد العسكري-الفني" بدون إضافة أي تفاصيل. ومن جهة أخرى، سعى تورتشينوف إلى التهدئة في مسألة اللغة، وهي مسألة حساسة، تقسم البلاد، وتذرعت بها روسيا للتدخل في أوكرانيا، إذ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يريد "حماية الناطقين بالروسية". وقال تورتشينوف إن: "التكهنات الروسية، بشأن التمييز بحق الناطقين بالروسية، هي مجرد هلوسات"، مذكرا بأنه تم تشكيل لجنة نيابية، تضم ممثلين عن المناطق الناطقة بالروسية، وتلك الناطقة بالأوكرانية، من أجل وضع تسوية.