ليلة أمس الجمعة، وبينما كانت الحياة فى القاهرة ومختلف المحافظات عادية وهادئة، وحركة المرور تنساب بلا عوائق، ومواكب المشجعين بعد مباراة السوبر المصرى بين الأهلى والزمالك تلوح بالأعلام وصيحات التشجيع المعروفة، كانت منصات مواقع التواصل الاجتماعى وقنوات الإخوان الإرهابية تعرض صورة أخرى مزيفة لأحداث افتراضية، وتقدمها لمن يشاهدها على أنها مظاهرات غضب ومواجهات للمتظاهرين مع الشرطة. الفارق بين المشهدين يشير إلى مؤامرة جديدة، يقودها ثالوث الشر والفتنة المتمثل فى «أكاذيب فنان مغمور وحملات مغرضة للإخوان الهاربين، ووسائل إعلام كاذبة». وفى مواجهة هذه الهجمات الإعلامية التى تستهدف ضرب الدولة والإساءة للقوات المسلحة، برز وعى المصريين بمؤامرات الجماعة الإرهابية وإعلامها بتجاهل افتراءاتها المغرضة، رغم ما شنته صفحات إخوانية من حملات تهويل وتضخيم لصورة غير موجودة بالفعل، ما دفع القائمين عليها إلى اللجوء لفبركة فيديوهات كاذبة لمظاهرات فى الميادين ومنها التحرير، وبثها على أنها مظاهرات حديثة، ولم تتوقف مزاعم الإخوان عند هذا الحد بل لجأت إلى فبركة أخبار عن مقتل متظاهرين، وهو ما كذّبه العديد من المواطنين على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى. وخلال الآونة الأخيرة، ظهرت أطراف المؤامرة الجديدة التى يقودها «ثالوث الشر والفتنة»، وتصدر المقاول الهارب محمد على مواقع التواصل الاجتماعى التى اتخذها منصة لنشر الشائعات المسيئة للدولة والترويج للأكاذيب، وذلك بالتوازى مع استمرار حملات الكراهية والإساءة لمصر التى ينتهجها الإخوان الهاربون، عبر محاولات نشر الفوضى والتخريب بالبلاد، والاحتفاء بالعمليات الإرهابية، من خلال القنوات الإعلامية فى قطروتركيا. وتصدرت قناة «الجزيرة» القطرية قائمة الإعلام المناهض لمصر، وتتبعها قناة «مكملين» الإخوانية أيضاً، التى تزخر بالأكاذيب وتحتضن شخصيات مسيئة لمصر، وانتهجت وكالة «الأناضول» التركية الطريقة نفسها فى تغطيتها للأحداث بمصر، لا سيما المظاهرات المزيفة أمس. وفى هذا الإطار فضح المستشار السابق عماد أبوهاشم، القيادى الإخوانى المنشق العائد من تركيا، أسلوب الجماعة فى نشر الأكاذيب وتشويه الحقائق وكوادرهم الخفية للإساءة إلى البلاد وقواتها المسلحة، وفقاً لأجندة أجهزة مخابراتية أجنبية. "الأعلى للإعلام": طلبنا وقف بث قنوات "الإرهابية" وفى المقابل قال الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن هناك تواصلاً مع إدارة قمر «يوتلسات» الفرنسى بخصوص التعامل مع قنوات تنظيم الإخوان الإرهابى، المعادية للدولة التى تبث من خلال هذا القمر، وتم الاتفاق على إغلاقها، إلا أنهم تراجعوا عن الاتفاق فى اللحظات الأخيرة. وأضاف «مكرم»، ل«الوطن»: «سنحاول مرة ثانية، وتواصلنا مع السفير الفرنسى وأبدينا رغبة قوية بأن تكون هناك علاقة قوية مع الجهة المنوطة بهذا الأمر». وقال جمال شوقى، عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن لجان الرصد بالمجلس رصدت أكثر من 630 خبراً كاذباً خلال العشرة أيام الماضية، صادرة عن مواقع التواصل الاجتماعى وقنوات الإخوان والجزيرة، والشعب المصرى يتعرض منذ 10 أيام إلى سيل من الأكاذيب والوقائع المختلقة تتم صياغتها ببراعة، والدولة تواجه حرباً حقيقية لخداع وتضليل الرأى العام. "التنسيقية": الشعب أثبت وعيه وأكدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، فى بيان اليوم، أنها تابعت ما جرى أمس، على أرض الواقع وما تم تضخيمه على مواقع التواصل والقنوات الإخوانية، وشددت على أن المصريين أثبتوا وعيهم الكامل بالأساليب الملتوية لتزييف الحقائق. وأشارت «التنسيقية» إلى ضرورة تحصين الدولة ضد أى مخططات هدامة أو شائعات مغرضة بدعم الجهود لاستكمال عملية التنمية السياسية وفتح المجال العام، والاستماع لكل الآراء السلمية فى إطار احترام القانون والدستور. تحالف الأحزاب: "الدستور والتحالف الشعبى" لم يقدما رؤية وتجاهلا الإنجازات وطالب 43 حزباً سياسياً، بتحالف الأحزاب المصرية، الشعب بالدفاع عن أمنه واستقراره، من الدعوات التى يقف وراءها تنظيم الإخوان الإرهابى، وبعض المنتمين للأحزاب، ممن نجحت التنظيمات الظلامية فى استقطابهم، لافتاً إلى أن خروج حزبىْ الدستور والتحالف الشعبى الاشتراكى، ببيانين للتضامن مع عدد من المزاعم، استوجب وقفة لتوضيح وكشف الحقائق. وقال التحالف فى بيان اليوم، إن الفوضى ليست حلاً، وإنه كان على هذه الأحزاب من خلال خبرات عملها السياسى، أن تعى أن إثارة الفوضى تؤدى لانهيار كامل للدولة يدفع ثمنها الشعب، مشيراً إلى أن هذه الأحزاب لم تقدم رؤية سياسية أو اقتصادية قابلة للمناقشة أو الحوار، وإنما تبحث عن المظاهرات والتجمعات فى الشارع.
