كتبت الأسبوع الماضى، وبعد إعلان تشكيل الوزارة الجديدة للمهندس إبراهيم محلب، منتقداً ومستنكراً إسناد ثلاث وزارات من وزارات العيار الثقيل «التجارة والصناعة والاستثمار» إلى وزير واحد، وفيما ذكرت أن الوزير منير فخرى عبدالنور الذى شغل من قبل وزير السياحة ثم فى الوزارة السابقة (وزارة الببلاوى) وزير التجارة والصناعة، لم يثبت على أرض الواقع أمارات عبقرية أو حتى تميز فى إدارة وزارتى التجارة والصناعة، ومن قبلهما وزارة السياحة، حتى إن أحداً لا يذكر أن الرجل أنجز أى شىء أو قام بحل مشكلة ما من مشاكل وزارتى التجارة والصناعة خلال فترة وزارة «الببلاوى».. فكان بدلاً من تغييره وضخ دماء جديدة ذات خبرة وكفاءة لإدارة وزارة التجارة وكذلك لإدارة وزارة الصناعة، أن أسند إليه رئيس الوزراء الجديد وزارة الاستثمار أيضاً، فأصبح الوزير ذا الثلاث وزارات.. الوزير الذى يدير الصناعة ويدير التجارة ويدير الاستثمار فى مصر.. ويا مولانا يا سيادة رئيس الوزراء الجديد، أعتقد أنك سمعت القول المأثور «صاحب بالين كداب وصاحب ثلاثة منافق».. والرجل «منير فخرى عبدالنور» حسب معلوماتى المؤكدة قد تجاوز عامه السبعين.. يعنى، بالضالين، حسب بديهيات دورة الحياة وظروف التقدم فى العمر الصحية والجسدية، محال أن تكون لديه الطاقة الجسمانية والذهنية، لأن يكون وزيراً للتجارة ووزيراً للاستثمار ووزيراً للصناعة.. خصوصاً أننا فى مرحلة حرجة للغاية ومشاكل التجارة «متلتلة» وتريد وزيراً ذا كفاءة وخبرة وطاقة جسدية وذهنية ينغمس فيها هو وفريق مستشارين أكفاء لحل هذه المشاكل.. وكذلك وزارة الصناعة تريد وزيراً من أهلها يعلم مشاكل الصناعة وأسباب تعثرها وأسباب غلق المصانع الواحد تلو الآخر، ويضع الحلول لوقف تدهورنا الصناعى، ثم يضع الحلول هو وفريق مستشارين أكفاء للنهوض بالصناعة. وكذلك الاستثمار، خصوصاً أننا نصرخ ونهاتى بدعوة المستثمرين لأن يستثمروا فى مصر، وكلنا يعرف مئات العراقيل التى تعوق تدفق الاستثمارات إلى مصر، ونعلم كذلك مئات المشاكل التى يعانى منها المستثمرون فى مصر.. يا مولانا يا رئيس الوزراء الجديد.. هل كان فى مقدورك منذ عدة أشهر وأنت وزير للإسكان والمرافق أن يقوموا بإسناد وزارة الزراعة كمان لك.. بل وكمان وزارة الصناعة..؟! والّا الوضع مع الوزير منير فخرى عبدالنور يختلف، بما أنه عبقرية علمية معملية فذة فى الإدارة بأمارة إنجازاته المهولة من قبل فى وزارة السياحة، ثم فى وزارة التجارة والصناعة..؟؟!! وإذا افترضنا فرضاً غير حقيقى أن الرجل بكل هذا النبوغ والعبقرية فى الإدارة، بالله عليك هيجيب وقت منين، واليوم بالنسبة له زى باقى خلق الله 24 ساعة..؟! وإذا جاب وقت «استلفه من أى حد قريبه» هيجيب ذهن لإدارة ثلاث وزارات من وزارات العيار الثقيل منين؟!! وإذا مثلاً كان فيه 3 مؤتمرات فى وقت واحد أحدها لوزراء التجارة فى الإمارات والثانى لوزراء الصناعة فى لندن والثالث لوزراء الاستثمار فى أمريكا، هيقطع نفسه ويروح الثلاثة مؤتمرات إزاى؟! وهيلاحق إزاى على مشاكل الصناعة والتجارة والاستثمار المتلتلة؟! يا مولانا يا رئيس الوزراء الجديد قد ذكرت لك كل ذلك الأسبوع الماضى وحتى الآن لم نسمع أنك تدرس تعيين وزير للاستثمار «فقط» ووزير للصناعة «فقط» ووزير للتجارة «فقط»، ويبدو أنك إما مقتنع بوجهة نظرك الخاطئة وبقدرات الرجل الخارقة التى ستغرق التجارة والصناعة والاستثمار وهتوديها فى داهية أو أنك بتعند ومابتحبش إنك تنتقد، وكرامتك بتنقح عليك لما بيتم نقدك، فمابترجعش فى قرارك الخاطئ.. علماً أن العند ماينفعش فى مثل هذه المناصب القيادية، وقراراتها، ولك فى عناد «مبارك» وعناد محمد مرسى الأسوة والمثل.. وللمرة الثانية ها أنا أرجوك، حرصاً على التجارة والصناعة والاستثمار.. وزيراً للتجارة من أهلها.. ووزيراً للصناعة من أهلها.. ووزيراً للاستثمار أعلم بشعابها.. وكلمة فى أذنك.. نحن يا سيدى لسنا فى رفاهية لهذه الدرجة التى تدمج فيها ثلاث وزارات مهمة فى وزارة واحدة.. نحن فى مشاكل أنت أعلم بها منى، وعندما تكون المشاكل بمثل هذه الأحجام يتحتم أن يتولى كل جزء من هذه المشاكل متخصصون ذوو خبرة وكفاءة.. مش الوزير منير فخرى عبدالنور اللى مشيلينه ثلاث وزارات تنوء بحملها الجبال، وفى الآخر عايزين تحلوا مشاكل الاستثمار والتجارة والصناعة.. ومرة أخيرة، رحمة بالثلاث وزارات، أعيدوها ثلاث وزارات مستقلة.. وزارة للتجارة.. ووزارة للصناعة.. ووزارة للاستثمار بوزراء ذوى خبرة وكفاءة.. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد. والله من وراء القصد..