عزيزي القارئ.. هحكيلك قصة قصيرة على مراحل وفي كل مرحلة هضيف معلومة جديدة للمعلومات السابقة وهطلب منك عزيزي القارئ في كل مرحلة أن تحدد رؤيتك وتعاطفك مع أحد طرفيّ القصة. 1- أحمد خبط عادل بالعربية على سرعة 100 وعادل مات (متعاطف مع مين؟). 2- وأحمد حاول يفاديه بشتى الطرق وفشل (متعاطف مع مين؟). 3- أحمد حاول يفاديه بشتى الطرق وفشل فصدم عمود وأحمد مات (متعاطف مع مين؟). 4- الظابط قال أحمد كان سايق وهو سكران (متعاطف مع مين؟). 5- وعادل كان سكران وقاعد في نص الطريق الضلمة (متعاطف مع مين؟). 6- عادل حاول ينتحر 3 مرات قبل كدة وفشل (متعاطف مع مين؟). 7- تحليل الدم أثبت إن أحمد ما كانش سكران (متعاطف مع مين؟). القصة السابقة ممكن أحكيها بكذا رواية ولاحظ إن كل الروايات نظرياً وفي وقت معين صادقة: - أحمد قتل عادل لما كان سكران وسايق على سرعة 100 - أحمد مات وهو بيحاول يفادي بالعربية واحد سكران ومجنون وقاعد في نص الطريق وممكن أعمل خبطة صحفية وأحط ملح وفلفل بكلام له رنين عن القاريء: سكران يقتل مجنون بسيارته مسلم يقتل مسيحي بسيارته (الحس الصحفي الشمال لازم يستثمر إسم أحمد وعادل) وممكن أخليك عايز تعلق أحمد في حبل المشنقة، لو إنت مؤيد للإخوان هقولك عادل مسيحي إنقلابي، ولو إنت ضد الإخوان هقولك أحمد إخواني. القصة السابقة برواياتها هي مثال لحاجة اسمها paradigm manipulation/shift ، وفيه بقدر أتحكم في رد فعلك على حدث معين بالتحكم في نوع المعطيات اللي هديهالك، وتغيير المعطيات أو تركيزها في جهة معينة هيخليك عايز تقتل أحمد اللي في الحقيقة مات علشان حاول يفادي عادل اللي فعليا قعد في نص الشارع عايز يموت، وبالمثل ممكن يخليك عايز تقتل عادل اللي فعلياً إتداس بالعربية في شارع ضلمة. واقعياً من النادر جداً إنك تلاقي قصة كل معطياتها تصب في فكرة إن أحمد ظاااااالم أو قصة كل معطياتها تصب في فكرة إن عادل مظلوووووم، بمعنى آخر لو لقيت قصة "كل" معطياتها بتقول طرف ظالم (أو مظلوم) فغالباً ناقصها معطيات كتير، وغالباً كمان ميول الراوي خلته ينقل فقط المعطيات اللي عايزك تشوفها و يتغاضى عمداً عن معطيات مش في صالح ميوله وبالتالي نقلك صورة ناقصة وبالتالي رد فعل حضرتك هيبقى بالكامل وفقاً لميول الراوي. وطبعاً بعد ما تظهر الصورة الكاملة -وبغض النظر مين ظالم فعلا- بيبقى الراوي هو "الظالم" وأحمد وعادل هما "المظلومين" لإن تمت المتاجرة بيهم لخدمة ميول الراوي وطبعاً حضرتك إتلعب بيك (ده أشيك وصف لقيته لحضرتك). أعتقد عزيزي القارئ إن حضرتك بدأت تسترجع قصص وروايات كتير سمعناها ال3 سنين اللي فاتوا وبسبب قصص منقوصة هرينا ولطمنا وخدنا مواقف وشتمنا وتضامنا وخوننا وحسينا باليأس وكرهنا البلد ونزلنا تتظاهر ومات مننا ناس وبعد كدة طلع الراوي ماحكاش القصة كلها. وبما إن المفروض يعني نتعلم من تجاربنا الأليمة، عن نفسي من هنا ورايح هفرمل رد فعلي وأكيد يعني التضامن مش هيفتقدني لو اتأخرت يوم ولا التخوين هيفوتني لما أخوّن بكرة ولا الحدث مستني موقفي منه علشان يتصلح، ولما هلاقي قصة أحمد فيها ظااااالم هستنى شوية قبل ما أقول أحمد ظالم هو وكل اللي بيبرر موقفه، يعني بدل ما أتضامن وأخوّن وأشتم النهاردة، وبكرة يطلع منظري عيل أهبل هأجل التضامن والتخوين والشتيمة لحد بكرة، صعبة دي؟ كدة فاضل هعمل إيه مع الراوي؟ فكرت كتير ممكن أعمل معاه إيه، ولقيت الحل المثالي إن بدل ما آخد روايته الناقصة النهاردة وأشتم أحمد وأخون كل اللي بررله، هستنى لحد بكرة لما أعرف كل معطيات القصة، وكل شتيمة والتخوين اللي كانت من نصيب أحمد هتبقى من نصيب الراوي .. وهتوصى بيه. (الآراء المنشورة كتبها القراء ولا تعبر بالضرورة عن رأي موقع وجريدة "الوطن"، وإنما تعبر عن آراء أصحابها)