حنين جارف إلى أخلاقيات ال18 يوماً فى ثورة يناير، يبديه البعض من آن إلى آخر، مما دفع بعضهم إلى إعلائه، والمطالبة ب«ثورة أخلاق» ترفع شعار «ابدأ بنفسك وغيّر أخلاقك وماتقولش هى جت عليا.. آه جت عليك»، أطلقها عمر مصطفى فى أعقاب ثورة يونيو، لاستعادة ما فقده المصريون من أخلاقيات التعامل. بدأ الشاب العشرينى بجيرانه معلقاً ورقة بيضاء على جدران العمارة، كتب عليها «لازم نتغير من جوانا وأخلاقنا تتغير علشان بلدنا تبقى أحسن، نرجع من تانى نحترم الصغير قبل الكبير وقلوبنا ترجع نضيفة، ثورة أخلاق.. ثورة على النفس». «عمر» لا يعود إلى منزله قبل منتصف الليل، لظروف عمله، فتقابله أزمة ركنة السيارة: «فى الأول لما كنت ما بلاقيش مكان أركن فيه كنت باركن فى أى حتة، وما كنتش باهتم بكلمة ابدأ بنفسك اللى ملت الشوارع بعد ثورة 25 يناير»، مضيفاً «بس بعد ما مرسى مشى حسيت أن الغمة اتزاحت من مصر وقلت لازم أبدأ بنفسى وبقيت كل يوم بالليل أدور كتير على ركنة عشان ماقفلش على حد وأحترم جيرانى، ولما بتقفل معايا خالص باركن صف تانى وأعلق ورقة على عربيتى فيها اعتذار وأكتب رقمى عشان لما يشوفها يكلمنى». التغيير الإيجابى الذى بدأ الشاب العشرينى يتعامل به فى المنطقة، فوجئ من خلاله بموقف إنسانى لم يتوقع أنه يحدث فى هذا الزمن، عندما عاد إلى البيت متأخراً ركن سيارته صفاً ثانياً وعلق عليها ورقة: «ماعلش أنا آسف الساعة كانت متأخرة ومالقتش حتة أركن فيها، أنا ساكن فى الدور ال11 شقة كذا أول ما تحب تخرج كلمنى على الإنتركم، صحيت متأخر وطلعت من البلكونة أبص على العربية لقيتها زى ما هى، نزلت عشان أجيب حاجة منها لقيته حاططلى ورقه كاتبلى عليها، مع إنى مستعجل بس عشان انت ذوق ما جاليش قلب أصحيك الساعة 6 الصبح، هاخد تاكسى، بس المرة الجاية هاصحيك.. صباح الفل، فى اللحظة دى ماصدقتش نفسى وقلت لازم أكتبها على النت عشان الناس كلها تتعامل بإنسانية، ويكون فيه بينهم أخلاق، عشان مصر تفضل حلوة».