بدأ آلاف المصريين، من المسلمين والمسيحيين، التوافد على دير «درنكة» بمحافظة أسيوط، اعتباراً من مساء اليوم، للاحتفال بمولد «السيدة العذراء»، خلال الفترة من السابع حتى 21 أغسطس، تزامناً مع ذكرى قدوم العائلة المقدسة إلى مصر، فى الوقت الذى عززت فيه مديرية أمن أسيوط من الوجود الأمنى فى محيط الدير، لتأمين الاحتفالات، بالإضافة إلى الدفع بعدد من سيارات الإسعاف ووحدات الحماية المدنية، تحسباً لأى طارئ. آلاف المسلمين والمسيحيين يتوافدون على دير"درنكة" وسط تشديدات أمنية.. وأمسيات دينية طوال أيام الاحتفال ويستقبل «دير السيدة العذراء» بجبل «درنكة»، الذى يُعد المحطة الأخيرة لرحلة العائلة المقدسة فى مصر، خلال فترة الاحتفالات، نحو مليونى زائر من جميع أنحاء مصر وخارجها، وشهدت الكنائس القبطية الأرثوذكسية فى جميع محافظات الجمهورية، التى تحمل اسم «العذراء»، نهضات روحية وصلوات، بمناسبة صوم العذراء، الذى يُعد من الأصوام ذات الدرجة الثانية فى الكنيسة، وأعلنت الكنيسة عن ترؤس «الأنبا يوأنس»، أسقف أسيوط وتوابعها، احتفالات دير العذراء بدرنكة، فيما تشهد نهضاتها وقداستها حضور عدد كبير من مطارنة وأساقفة وكهنة الكنيسة، بينهم «الأنبا بيجول»، أسقف ورئيس دير العذراء «المحرق»، و«الأنبا ثاؤفليس»، أسقف منفلوط. وأكد مصدر بدير «درنكة» ل«الوطن» أن قرية «دير درنكة» تُلقب ب«مدينة من السماء» فى أسيوط، مشيراً إلى أن الاحتفال بمولد «السيدة العذراء»، الذى يبدأ مع بداية «صيام العذراء»، يحضره عدد كبير من المسلمين بنسبة تصل إلى 40% من إجمالى المشاركين فى الاحتفالات، والتى تتضمن قداسات صباحية يومية، إضافة إلى «الزفة» بأيقونة العذراء، والتى تتم فى السادسة مساءً كل ليلة، كما يتم عقد أمسيات دينية داخل الدير، فى الثامنة مساءً، برئاسة «الأنبا يؤانس»، طول أيام الاحتفالات. ومن جانبه، قال مدير هيئة تنشيط السياحة بأسيوط، عثمان الحسينى، إن الاحتفال بمولد «العذراء» يحرص غالبية أبناء المحافظة من المسلمين والمسيحيين على حضوره، ويجرى التنسيق بين المحافظة والدير، قبل بدء الاحتفالات وحتى انتهائها، للعمل على توفير جميع الوسائل والسبل لإنجاح الاحتفالات دون أى معوقات. ويقع دير «درنكة» على بعد نحو 10 كيلومترات من مدينة أسيوط، ونحو 3 كيلومترات عن قرية «درنكة»، فى منطقة جبلية ترتفع بأكثر من 100 متر عن سطح البحر، وكان يتم اللجوء إلى مغارة داخل الجبل، للاحتماء بها من فيضان النيل منذ أيام الفراعنة، إلى أن تم تحويلها إلى كنيسة فى القرن الأول الميلادى، وتُعد من أقدم الكنائس فى العالم، ثم تحولت إلى دير فى القرن الرابع الميلادى، واشتهر ب«دير الرهبان النساخ»، لأنهم كانوا ينسخون الكتب ويترجمونها.