في الساعات الأولى من صباح أمس، سرعان ما انقلبت الموازين في تونس، لرحيل رئيسها الباجي قايد السبسي، عن عمر ناهز 93 عاما، بعدما نقل إلى المستشفى العسكري في العاصمة، فجر الخميس، بقرار من الأطباء المباشرين له، حيث كان الرئيس التونسي غادر المستشفى العسكري في تونس، 1 يوليو الجاري، إلى مقر إقامته في قرطاج، بعد تلقّيه العلاج اللازم، وتعافيه من وعكة صحية حادة للمرة الثانية، وفق ما أعلنته رئاسة الجمهورية، وقتها. ونقل الرئيس التونسي، للمرة الأولى، يوم الجمعة 21 مايو الماضي إلى المستشفى العسكري؛ للقيام ببعض التحاليل إثر تعرّضه لوعكة صحيّة خفيفة، ثم غادر المستشفى في صحّة جيّدة، بحسب ما ذكرته حينها الناطقة الرسمية باسم الرئاسة سعيدة قراش. تطورات عديدة شهدتها تونس بعد وفاة السبسي وعلى مدار 24 ساعة من وفاة السبسي، شهدت تونس تطورات متسارعة، بداية من نعي الرئاسة التونسية مرتين له، وورد بالمرة الثانية عدة رسائل للشعب، حيث جاء عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن تونس تنعى "أحد أكبر رجالاتها وبُناتِها رئيس الجمهورية، محمد الباجي قايد السبسي، الذي نذر حياته لخدمة بلاده وأفنى العمر مُرابطا من أجلها حتى تكون وتظلّ حرّة منيعة مدنية متأصلة حديثة أبد الدهر". وأضافت: "لقد آمن الفقيد الكبير بتونس وببناتها وأبنائها وساهم إبان الاستقلال في كل المواقع السيادية في بناء الدولة وقرّب بعد الثورة بحكمته وصبره وسعة صدره بين النفوس والضمائر فجنّب شعبها ويلات التدافع والتصادم وقاد مرحلة الانتقال الديمقراطي وكان حريصا على بناء المؤسسات الدستورية واستكمالها". وبعد مرور ساعة من إعلان الوفاة، عقد رئيس مجلس النواب محمد الناصر ورئيس الحكومة يوسف الشاهد بمقر مجلس نواب الشعب، اجتماع طارئ، ليخرج عقبها الأخير معلنا إلغاء احتفالات الذكرى 62 لذكرى إعلان الجمهورية المقررة الخميس بمقر المجلس، وكافة العروض الفنية في مختلف المهرجانات الصيفية بجميع الولايات وذلك حتى إشعار آخر، كما أعلن الحداد الوطني لمدة سبعة أيام وتنكيس الأعلام بالمؤسسات الرسمية. جنازة وطنية ضخمة بحضور رؤساء الدول للراحل السبسي بينما صرح النائب التونسي وليد جلاد، لإذاعة "موازييك" التونسية، أن الاجتماع شهد أيضا، تنظيم جنازة رئيس الجمهورية الراحل، والتي ستكون يوم السبت المقبل 27 يوليو 2019، وكذا حول الترتيبات الدستورية لنقل السلطة. كما نقلت الإذاعة نفسها عن عضو مكتب مجلس نواب الشعب في تونس محمد سعيدان، قوله إنه سيتم تشكيل لجنة وطنية تضم عديد من الوزارات لتنظيم مراسم الجنازة للرئيس الراحل خصوصا في ظل حضور ضيوف أجانب، حيث إنها ستكون أول جنازة رسمية لرئيس تونسي، فقد تولى رئاسة تونس 5 رؤساء توفى منهم اثنين، أولها الحبيب بورقيبة والذي توفي بعد تركه للحكم، بينما توفي السبسي وهو يحكم البلاد. ووفقا للدستور، أدى رئيس البرلمان التونسي، محمد الناصر، الخميس، اليمين كرئيس مؤقت للبلاد، بعد ساعات من وفاة السبسي صباح الخميس، حيث نصت المادة 84 على أنه في حالة الشغور النهائي في منصب رئيس الجمهورية، يتولّى استنادا إلى ذلك رئيس مجلس نواب الشعب رئاسة الجمهورية مؤقتا لفترة تتراوح بين 45 يوما و90 يوما. وفي أول خطاب بثّته القناة الوطنية الأولى، قال محمد الناصر، الرئيس التونسي المؤقت، إنّ رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي، وهب نفسه لخدمة الشعب والوطن، مضيفا: "ودّعنأحد كبار رجالات تونس المستقلين، وستبقى تونس مدينة له ولأعماله التي أمَّنت نجاحات المسار الانتقالي بالحكمة والتبصر". وأكد أن "الرئيس السبسي كان مناضلا من أجل الاستقلال، وسيادة الدولة، ومناعة النظام الجمهوري، وسيبقى قوة للأجيال الحضارة والقادمة"، مضيفا: "أترحم على روح الفقيد، وأقدم تعازيَّ لأفراد عائلته ولكل التونسيين كافة، متمنيا من الله أن يرزقه جميل الصبر والسلوان أمام هذا المصاب الجلل". بينما أعلن نبيل بفون رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، تغيير موعد إجراء الانتخابات الرئاسية أمر وارد، موضحا أن وفاة رئيس الجمهورية يفرض ذلك، لتكون يوم 17 نوفمبر 2019 في الداخل وأيام 15 و16 و17 نوفمبر في الخارج". فيما احتشد العديد من المواطنين أمام قصر الرئاسة التونسي في قرطاج، عقب وفاة الباجي قايد السبسي، لدعوة باقي الشعب إلى الاتحاد، وأن يكونوا يد واحدة لحماية تونس ومواصلة مسارها الديمقراطي. وقبل قليل، خرج جثمان الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، الذي وافته المنية أمس، من المستشفى العسكري التونسي. كما أعلن رئيس الحكومة التونسية، تنظيم جنازة وطنية كبرى بحماية الجيش التونسي، غدا السبت، لتوديع الرئيس الراحل، حيث إنه سيكون هناك حضور كبير لرؤساء الدول في مراسم الجنازة، مضيفًا أن الدولة التونسية تنتظر قدوم وفود أجنبية كثيرة لحضور موكب الجنازة، حسبما نقلت قناة "سكاي نيوز عربية".