يمكن بسبب توفير كل شيء من جانب أهلي كنت دايما حاسس بالراحة وكل تفكيري عن الحياة يتلخص بإن الفلوس بوجودها دايما قادرة إنها تصنع السعادة.. دايما كنت شايف والدي يكد ويجيب فلوس وينفذ كل طلباتنا حتى من غير نقاش ووالدتي أما تعاند شوية معانا بالمحايلة كل شيء يمشي والضيوف من ناحية كلامهم طريقتهم في التعامل أو حتى لبسهم حتى الأماكن أما نخرج سوا.. كلها كانت أسباب بتبني في فكري إن بالفلوس كل حاجة تتحقق.. والأيام فضلت ماشية والفكرة بتنتهي وبتكبر معايا أفكار تانية مرتبطة بتحقيق بالسعادة.. أفكار كتير منها أما كنت في ثانوي وفي ليلة من ليالي رمضان كان أول يوم أكون فيه على قهوة وفي وسط زحمة الناس وصوت كركرة الشيشة ورمي الزهر على الطاولة وضحك الناس والمغلوب يحاسب وحوار بين اتنين كبار وابتسامة وفرحة بين الناس وبساطة في التعامل، حتى فاكر كلام والدي ووالدتي دايما وهما بيحذروني من إني أقعد على القهوة كنوع من الخوف إني أشرب شيشة أو أي حاجة تضر صحتي وبرغم تحذيرهم كانت القهوة ولحد دلوقتي مكاني المفضل في إني أطلع كل أفكاري وأحوّل كل الطاقات السلبية لحاجات إيجابية. اكتشفت بعد كدة إن السعادة حواليا في كل مكان وإننا بنصنعها بنفسنا، حتى إنها بتقابلني دايما كل يوم بعد ركعتين لربنا في صلاة الفجر وأنا خارج والنهار مشقشق رايح أجيب فطار والجرنال لوالدي وأشوف الناس على شغلها رايحين، وأسمع اغنية يا حلو صبح وأشم ريحة الندى وأشوف إبداع الخالق في السماء.. وأشوف السعادة بوجود صحابي معايا ولمتهم الحلوة وسهرة بليل طويلة ومعظمها كلمة فاكر.. ومن كمية الضحك فيها تنتهي بجملة خير اللهم ما أجعله خير. بشوفها وأنا صاحي بدري من نومي في صباح شتا قاسي يوم جمعة وحاسس بالبرد وبجهز حالي لأني رايح عند جدي وهشوفه، أصله دايما ينصحني بأسلوبه الحلو ويحببني فيه وأجيب معاه الخشب ونولعه للدفى ونشرب أحلى شاي، وشوية ونروح مع بعض للصلاة ونرجع على أحلى أكل ويفضل يحكي لنا عن حكايات زمان وحكم تفيدنا وكأنه متأكد بإن كل حكمة هتفيدنا في مواقفنا مع الحياة. السعادة بشوفها وأنا راجع من الجامعة وأقابل أمي على الباب وشايفها في عيونها الفرحة وهي بتقول حمدالله على سلامتك يا بشمهندس وفي عيون أخويا الصغير وأنا داخل البيت وجايبله حاجة حلوة أيا كانت وكمية الفرحة حتى حضنه في ثانية ينسيني كل هموم الدنيا. السعادة بحس بيها وأنا بقابل حبيبتي وجايبلها هدية وأقولها كلمتين تلاتة ومن كتر الخجل خدودها تحمر، وبمجرد النظر في وشها أشوف السعادة متمثلة على هيئة شخص. السعادة باشوفها في إجازة الصيف وأنا خارج كل يوم من البيت بدري ورايح أشتغل وأوفر فلوس لنفسي وبرغم التعب من الشغل إلا إن الاعتماد على النفس والخبرة اللي بكتسبها سواء في الشغل أو في الحياة في حد ذاته سعادة ونجاح. مواقف وحاجات كتير جدا موجود قريبة من كل واحد فينا كفيلة إنها تخلق جواه إحساس الفرحة والسعادة، والفكرة إنك تصنع انت السعادة لنفسك وتدور جوا ذاتك عنها، وبشوية مجهود بسيط ممكن تكون دايما في حالة فرح، ولو بتدور عن السعادة الأبدية مش هتلاقيها غير في صلاتك ودعوة حلوة للإنسان اللي بتحبه وإنك تؤمن بإن السعادة عمرها ما كانت مرتبطة بشوية ورق أو مكانة اجتماعية.