تحاول تركيا جاهدة احتواء أزمتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تسبب فيها إصرار أنقرة على تنفيذ شراء صفقة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "إس 400"، وتجاهل كافة التحذيرات الأمريكية. وأبدت الولاياتالمتحدة معارضة شديدة لحصول تركيا على المنظومة، ورأت أن دخول ال"إس400" إلى بلد عضو في حلف شمال الأطلسي من شأنه أن يتيح منفذ تجسس على مقاتلات "إف35" التي تشارك تركيا في صناعتها، وتقدمت بطلبية لشراء عدد كبير منها. وتحاول أنقرة الإفلات من أي عقوبات أمريكية تفرضها واشنطن على عدد من الدول في إطار قانون مكافحة أعداء أمريكا الذي جرى تبنيه في الولاياتالمتحدة عام 2017. تركيا تعتبر نفسها معفاة من هذا القانون، لأنها وقعت صفقة المنظومة الروسية لأول مرة عام 2016، فيما جاء القانون الذي يعرف ب"كاتسا" بعد نحو عام، حسبما ذكر موقع سكاي نيوز. خبراء: أمريكا ليست بحاجة إلى قانون الدكتور بشير عبدالفتاح خبير الشؤون التركية، قال إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست بحاجة لقانون لفرض عقوبات على تركيا، موضحا أن واشنطن يمكنها فرض عقوبات عليها دون قانون، لذلك لن تنجح محاولات أنقرة في التنصل من العقوبات. وأضاف عبدالفتاح ل"الوطن"، أن الولاياتالمتحدة فرضت الكثير من العقوبات على إيران وغيرها من الدول دون الحاجة إلى قانون، مشيرا إلى أن واشنطن ترفض امتلاك تركيا منظومة "إس 400"، لتحجيم قدراتها العسكرية. وأكد خبير الشأن التركي أن أي عقوبات جديدة ستهدم تركيا، لأن اقتصادها بالفعل يعاني آثار العقوبات الأمريكية الأولي، بالإضافة إلى فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة عليها بسبب التنقيب في البحر المتوسط. وتابع أن العقوبات الأمريكية ستكون على المستوى الاقتصادي والعسكري، بحظر منتجاتها من دخول الأسواق الأوروبية ومنع التصدير إليها، بالإضافة إلى حرمنها من بعض الأسلحة الأمريكية وبعض التقنيات التي تحتاجها الصناعة العسكرية المحلية في تركيا. الدكتور سيد مجاهد خبير الشؤون الأوروبية، قال إن الولاياتالمتحدة لا ترغب بامتلاك تركيا منظومة "إس 400"، لأنها يمكنها إحراز تقدم عسكري يهدد الأمن الأمريكي. وأضاف مجاهد ل"الوطن"، أن أمريكا ليست بحاجة إلى قانون لفرض عقوبات على دولة، مشيرا إلى أن الفترة القادمة سشتهد عقوبات على تركيا من الولاياتالمتحدة وحلف الناتو. إمكانات منظومة صواريخ "إس 400" تعد المنظومة الروسية "إس 400" حاليا من أقوى أنواع صواريخ الدفاع الجوي، حيث صممتها شركة "ألماس – أنتاي"، التي بدأت تطويرها عن سابقتها في يناير 1999، وهي عبارة عن منظومات مضادة للجو بعيدة ومتوسطة المدى متخصصة للتصدي للأهداف الجوية من صواريخ باليستية وطائرات حربية ومسيرة. ولم تسمح الحكومة الروسية إلا مؤخرًا، بتصدير هذه المنظومات، في 2014، بعد موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حيث المبدأ، على بيع المنظومات للصين، ب3 مليارات دولار، شريطة ألا تتم عملية تسليم المنظومات قبل 2016، أي بعد إتمام عملية تجهيز القوات المسلحة الروسية بهذه المنظومات الحديثة. ويمكن للرئيس الأميركي بموجب القانون المذكور، أن يختار 5 عقوبات من أصل 12، وهذا الأمر قد يعيد العلاقة إلى ما كانت عليه من توتر خلال الأزمة التي تأججت بسبب اعتقال القس الأميركي أندرو برانسون في تركيا، بسبب اتهامات إرهاب، قبل الإفراج عنه لاحقا.