تواصلت الأزمة السياسية فى أوكرانيا بعد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش وبدء المشاورات السياسية لتشكيل حكومة انتقالية تطرح تشكيلتها على البرلمان للمصادقة عليها، وسط مؤشرات تشير إلى صعوبة التوصل لتسوية، حيث أرجأ البرلمان تشكيل الحكومة يومين بعد أن كان مقررا له الثلاثاء الماضى. وقال الرئيس الانتقالى أولكسندر تورتشينوف: «يجب اتخاذ القرار الخميس على أبعد تقدير، ولا يمكن الانتظار أكثر»، فيما صوت البرلمان الأوكرانى بالأغلبية على قرار يطلب من المحكمة الجنائية الدولية ملاحقة الرئيس المعزول بتهمة «ارتكاب جرائم بحق الإنسانية». وأعلن وزير الداخلية الأوكرانى الانتقالى، آرسين آفاكوف، حل القوات الخاصة لمكافحة الشغب «بيركوت» التى كان يخشاها المتظاهرون ويكنون لها مشاعر الحقد. وفى الوقت ذاته، سعى الغربيون والروس، أمس، إلى خفض التوتر بينهما بشأن أوكرانيا، وأعرب وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، معارضته لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، قائلا: «سيكون من الخطير وغير المثمر إرغام أوكرانيا على الاختيار، إما أن تكونوا معنا أو أن تكونوا ضدنا». من جانبه، طالب وزير الخارجية الروسى منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا بإدانة تصعيد موجة العداء القومى والفاشية الجديدة فى أوكرانيا، لافتا إلى الدعوات المتزايدة لحظر اللغة الروسية. وتظاهر عشرات المحتجين الأوكرانيين المؤيدين لروسيا، مساء أمس الأول، فى شبه جزيرة القرم، مستنكرين محاولة السياسيين فى كييف تشكيل حكومة جديدة، ودعا بعضهم إلى الانفصال عن أوكرانيا. ووعد نائب روسى مشارك فى المسيرة المحتجين بأن موسكو ستتولى حمايتهم. وهتف المتظاهرون «روسيا.. أنقذينا». واستبدل العلم الأوكرانى بعلم روسى أمام مبنى بلدية مدينة «سيفاستوبول». وظهرت ناقلة جند مدرعة وشاحنتان عسكريتان روسيتان ممتلئة بالجنود فى أحد شوارع شبه جزيرة القرم، فى إشارة للقوة الروسية الواضحة فى هذه المدينة الساحلية.