لم تكن خطوات «ندى» - تلميذة الصف الأول الإعدادى - التى قطعتها من حجرتها (حيث كانت تراجع دروسها) إلى الشرفة، سوى رحلة خاطفة إلى الآخرة. قادها الفضول إلى حتفها، فقبل لحظات، كان دوى الرصاص فى الخارج قد شتت تركيزها، وأصابها بالهلع، لكن بدلاً من الاختباء فى حجرتها، تحركت إلى الشرفة، فأصابتها طلقة طائشة من بندقية آلية، اخترقت رأسها وسقطت جثة هامدة غارقة فى بركة من الدماء. الواقعة المروعة شهدتها قرية «كفر الوكالة» التابعة لمركز شربين فى الدقهلية، هناك دارت معركة دموية بالرصاص أشعلتها عصابة تامر المحمدى (المطلوب الأول لدى الأجهزة الأمنية بالدقهلية) أثناء محاولتهم خطف اثنين من أبناء القرية لمصلحة تاجر خردة وانتهت المعركة بمقتل «ندى» وإصابة اثنين من سكان القرية وخطف أحد المواطنين. اللواء عمر عبداللطيف «مدير أمن الدقهلية» تلقى إخطاراً بوصول ندى محمد أبوالشيل «طالبة بالصف الأول الإعدادى» إلى مستشفى شربين المركزى جثة هامدة بعد إصابتها بطلق نارى من سلاح آلى فى الرأس أدى إلى تهتك الجمجمة من الناحية اليمنى وذلك أثناء وقوفها ببلكونة منزلها بالدور الثانى لمشاهدة أحداث إطلاق نار بجوار منزلها. تبين لأجهزة البحث أن تامر المحمدى «مسجل شقى خطر الذى يظهر للمرة الأولى بعد أحداث قرية الضهرية التى أصيب فيها ضابط مباحث» حضر إلى القرية وبصحبته ثمانية من أفراد عصابته المدججين ببنادق آلية حديثة الصنع وتمركزوا أمام دار المناسبات القريبة من منزل ندى وأطلقوا النار لإرهاب الأهالى أثناء محاولة خطف اثنين، هما رضا إبراهيم حامد «22 سنة» وبسام محمد طه «24 سنة نجار مسلح»، وبالفعل نجحوا فى خطف الأخير بعد إصابته وآخرين من الأهالى هما مجدى محمد طه ورضا صالح الصعيدى بجرح قطعى بالرقبة. التحريات أشارت إلى أن تاجر خردة يدعى «ح أ» 55 سنة، كان على خلافات مع رضا إبراهيم وبسام محمد طه وقام بالاتفاق مع تامر المحمدى وعصابته على خطفهما مقابل مبلغ مالى كبير واستخدموا خلالها سيارة ميكروباص بيضاء وسيارة أخرى ربع نقل. انتقلت «الوطن» إلى مكان الأحداث والتقت هناء عوضين، والدة الضحية، التى فقدت وعيها وسقطت على الأرض بينما دخل والدها محمد عبداللطيف أبوالشين فى نوبة بكاء هستيرى ولم يتمكنا من الحديث. وفى الوقت الذى قامت فيه النيابة العامة بمعاينة مكان الحادث وأمرت بانتداب الطبيب الشرعى لتشريح الجثة واستدعاء شهود الواقعة لسؤالهم، تجمع أهالى القرية أمام المسجد الكبير فى انتظار وصول الجثة لدفنها وهددوا بمنع انعقاد امتحانات الشهادة الإعدادية وانتخابات الرئاسة فى القرية، واتهموا الشرطة بالتخاذل والتواطؤ والإهمال.