في الذكرى 64 لنكبة فلسطين، يعزز الجيش الإسرائيلي قواته على الحدود، وتتخذ الشرطة تدابير وإجراءات جديدة للسيطرة على أي أحداث متوقعة، متسلحين ب "الصرخة"، (وهي جهاز يعتمد على إرسال موجات صوتية تسبب الدوار والغثيان)، و"الخدعة"، (غازات كريهة الرائحة يتم رشها على المتظاهرين كمحاولة لتفريقهم)"، وسائل جديدة لمكافحة الشغب استخدمها الجيش الإسرائيلي من قبل في الضفة الغربية، وهي أحدث وسائل الجيش الإسرائيلي التي جلبها لمكافحة "الشغب"، على حد تعبير صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية. وفرضت الجامعات الإسرائيلية حظرا وإجراءات مشددة قبل مراسم إحياء الذكرى 64 للنكبة، جامعة "تل أبيب" تطالب بتحمل منظمي المراسم تكاليف استئجار رجال أمن مخصصين لمراقبة المراسم، ومنع أي اشتباكات داخل حرم الجامعة بين مؤيدي ومعارضي إحياء ذكرى النكبة. والجامعة العبرية، تعلن موافقتها على إجراء مراسم ذكرى النكبة بعد تعنت طويل، ليفاجأ منظمو المراسم بنشطاء اليمين المتطرف يخرجون بوقفات احتجاجية معارضة لهم في نفس المكان الذي يقام فيه إحياء ذكرى النكبة، معرضا للصور تحت اسم "التاريخ الحقيقي لفلسطين". "أعلام فلسطينية مقابل أعلام إسرائيلية" تتسبب في اندلاع صدامات واشتباكات حادة بين اليسار واليمين الإسرائيلي، على خلفية رفع أعلام منظمة التحرير الفلسطينية في حرم الجامعة. اليمين المتطرف يرفع لافتات "هراء النكبة"، في إشارة لاحتجاجهم على إجراء مراسم ذكراها داخل الجامعة. نشطاء يتبادلون الهتافات ردا على بعضهما البعض، هتافات معادية للفلسطينيين، وهتافات معادية لليمين المتطرف. أصوات اليمين تعلو، وأعلام اليسار ترفرف داخل حرم الجامعة. وفي خطوة جديدة تثير الدهشة، خرج عضو الكنيست الإسرائيلي أريه إلداد ليقترح تعديلا جديدا لإصدار قانون بتحويل يوم النكبة "عيد رسمي لإسرائيل"، وإعلان مراسم الاحتفال به، كأي من الأعياد الإسرائيلية الرسمية. ويعلل إلداد ذلك بأن هذا اليوم هو "يوم استقلال إسرائيل، وانتصارها على أعدائها". وعلى الجانب الآخر، آلاف الفلسطينيون يخرجون لإحياء ذكرى النكبة بالقرب من أم الفحم، يرفعون أعلام فلسطين، داعين لمنح المهجرين حق العودة. وآخرون يتبادلون تراشق الحجارة مع قوات الجيش الإسرائيلي في رام الله، وغازات مسيلة للدموع لتفريقهم، والقبض عليهم بحجة "إثارة الشغب وخرق النظام العام". أعضاء الكنيست الإسرائيلي يوجهون الاتهامات بالعمالة والخيانة لبعضهم البعض، سواء أكانوا عرب أم إسرائيليين، لم يسلم أي منهما من الاتهامات بالخيانة، إلى حد انسحاب بعض الأعضاء من جلسة لجنة التعليم بالكنيست لمناقشة الموافقة على السماح بإجراء مراسم إحياء ذكرى النكبة في الجامعات.