دعا القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، مساء أمس الثلاثاء، الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى "التعبير عن قلقهم وغضبهم إزاء أنشطة إيران"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن واشنطن "تحاول إغلاق الباب أمام الصراع وفتح الباب أمام الدبلوماسية مع طهران". ونقلت وكالة "رويترز" عن إسبر قوله، إنه "يود أن يرى الأعضاء بحلف الأطلسي يعبرون عن قلقهم وغضبهم إزاء أنشطة إيران". وتثير تلك التصريحات تساؤلات حول الدور الذي يمكن أن يلعبه حلف شمال الأطلنطي إزاء التصعيد الأمريكي – الإيراني. وقال هاني الأعصر الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في اتصال هاتفي ل"الوطن"، إن "فكرة الضربة الاستباقية من قبل الحلف أو المشاركة في ضربة ضد إيران ليست من عقيدة الحلف"، مضيفا: "كما أن هناك دول حليفة لإيران داخل حلف شمال الأطلنطي مثل تركيا والتي لها مصالح قوية معها". وقال "الأعصر": "الحقيقة أن الإدارة الأمريكية وجدت نفسها في ورطة، لأنها تقوم بتصعيد والنظام الإيراني لم يرضخ لهذا التصعيد، عكس مرات سابقة، وهذا مرجعه أن النظام الإيراني يدرك أن الولاياتالمتحدة لن توجه ضربة ضد إيران أو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يقترب من انتخابات الرئاسة، فالأمر له أبعاد داخلية وليس الأبعاد الدولية فقط، ولهذا فأن إيران تناطح الولاياتالمتحدة هكذا". وأضاف الباحث السياسي: "تلويح وزير الدفاع الأمريكي مجرد ورقة تخفي بها واشنطن عورتها، الإدارة الأمريكية مطلوب منه مجاراة التصعيد الإيراني، وهو لا يستطيع مجاراة التصعيد الإيراني الذي يتوجب عملية عسكرية، والتصعيد الحاصل لن يصل إلى مواجهة عسكرية". وقال "الأعصر": "حلف الناتو به إطراف لها مصالح مع إيران، ومن ليس له مصالح مع إيران له مصالح مع حلفاء أقوياء لإيران مثل الصين وروسيا، وبالتالي الحلف لا يستطيع التلويح بضغوط أو القيام بضربات استباقية إلا إذا نفذت إيران اعتداء على دولة عضو في الحلف. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد، أمس، بالرد "بقوة كبيرة وكاسحة" على أي هجوم إيراني ضد أهداف أمريكية، مشيرا إلى أن الشعب الإيراني "الرائع" يعاني بسبب سياسات النظام الذي يقود البلاد. ووقع "ترامب"، أمس الأول، أمرا يفرض عقوبات "مشددة" على النظام الإيراني، تستهدف المرشد علي خامنئي، ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف، وقادة في الحرس الثوري، عقب إسقاط الأخير طائرة أمريكية مسيرة فوق المياه الدولية الأسبوع الماضي.