سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السودان تنتقد تعامل مصر مع سد النهضة.. وخبير إثيوبي ل"الوطن": جيشنا طور دفاعاته استعدادا لأي هجوم هاني رسلان: تصريحات قادة الجيش الإثيوبي هي للمناورة والخداع بتخطيط من إسرائيل وأمريكا
انتقد وزير الخارجية السوداني "علي كرتي" الطريقة التي تتعامل بها مصر مع النزاع المتعلق ببناء سد النهضة الإثيوبي، وما اعتبره تأجيج للموقف من قبل مصر عبر وسائل الإعلام، مؤكدا في الوقت ذاته موقف بلاده الحيادي. وقال "كرتي"، في تصريحات نقلتها صحيفة "سودان تريبيون" السودانية، عقب عودته من إثيوبيا، إن "مصر تزيد من تأجيج الموقف مع إثيوبيا من خلال التصريحات المثيرة للجدل عبر وسائل الإعلام"، مشيراً في الوقت ذاته إلى مواصلة بلاده جهودها الرامية إلى سد الفجوة بين البلدين. وأضاف "كرتي": "موقف السودان كان واضحا، وطلبنا من المسؤولين المصريين الاستفادة من الدور المركزي الذي يمكن أن تلعبه السودان فيما يتعلق بالازمة، لكن غطرسة الحكومة السابقة لم تمكنهم من قبول هذه الفكرة". وتابع، وإذا كان هناك مجال للسودان أن تلعب دوراً في الازمة فإنه لابد من توافر مناخ نقي من التوترات والصرخات عبر وسائل الإعلام التي تضر أكثر مما تنفع". وأكد "كرتي" موقف بلاده الحيادي تجاه أزمة سد النهضة، نافياً تعاطف السودان مع أي طرف، باعتبار أن الخرطوم تجمعها مصالح مشتركة مع القاهرة وأديس أبابا. وعلى خلفية التصريحات الصادرة عن قادة الجيش الإثيوبي بأنهم مستعدون لدفع الثمن من أجل الحفاظ على مشروع سد النهضة، رأي خبراء ومحللون سياسيون أن مصر لن تلجأ إلى خيار الحرب لأنه ليس قراراً حكيماً. وفي اتصاله مع "الوطن"، قال "ميركيب نيجاش" الكاتب الإثيوبي ومحاضر العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة "جيما" الإثيوبية، إن "زيارة قادة الجيش الإثيوبي موقع سد النهضة كانت أمراً طبيعياً مثل باقي قطاعات المجتمع الإثيوبي التي زارت موقع بناء السد، وأكدوا أنهم على استعداد لحماية الدولة وحماية مشروعاتها التنموية". ورأى "نيجاش" أن تصريحات قادة الجيش لا تحمل تهديداً مباشراً لمصر هي تصريحات طبيعية، لكن في ذات الوقت إذا كانت مصر هي الدولة الوحيدة التي يمكن أن تهدد السد، فإن هذه التصريحات تعني أن الجيش سيدافع عن السد إذا أرادت مصر مهاجمته. وأضاف "نيجاش": "إذا قرر الجيش المصري ضرب السد، فلا يعتقد المصريون أن جيشنا سيقف صامتاً إزاء هذا خاصة ان إثيوبيا لم تعد الدولة الضعيفة كما كانت من قبل". وبسؤاله عما إذا كان من الممكن أن يذهب البلدين إلى الحرب، أجاب "نيجاش": "أنا لا أعتقد هذا، لا أعتقد أن القادة المصريين بهذه السذاجة حتى يلجأوا إلى قرار الحرب، هذا هو معناه الجحيم بعينه، والإضرار بالبلدين معاً، لكننا في إثيوبيا لا نستبعد اللجوء إلى هذا الخيار". وقال "نيجاش" إن "إثيوبيا الآن تحظى بدعم القوى الدولية الكبيرة مثل الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وبلادنا سعت إلى تطوير قواتها العسكرية، إثيوبيا الآن هي أقوى دبلوماسياً من مصر، الحرب ليست خياراً حكيماً ويمكن الوصول إلى حل للاستفادة من مياه النيل دون الإضرار بالشعوب". وبسؤاله عن كيفية الاستفادة المشتركة من السد، قال "نيجاش" إن "السد سيولد الطاقة الكهرومائية بكميات كبيرة ويمكن لمصر والسودان الحصول عليها بكميات كيبرة وبأسعار أقل، كما سيحافظ السد على المياه التي تضيع بسبب أعمال التبخر، وكذلك الفيضانات، هذا السد لتوليد الطاقة الكهرومائية ولن يؤثر على الحصص المائية للدول الأعضاء". ورأي "نيجاش" أن السياسة الخارجية المصرية تجاه أزمة سد النهضة مع إثيوبيا لم تختلف كثيراً بعد رحيل حكم "محمد مرسي"، معبراً عن اعتقاده بأنها لن تتغير ستبقى ثابتة، وحتي لو وصل المشير عبدالفتاح السيسي إلى الحكم فإنه لن يأخذ قرار بالحرب ضد إثيوبيا، قائلاً: " مصر تدرك أن الحرب ليست خيارا حكيما في القرن الحادي والعشرين لحل الأزمات، إثيوبيا لديها الدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين والاتحاد الأفريقي حتي السودان هيى الأخرى تدعمنا". من جانبه رأي الدكتور "هاني رسلان" الخبير في الشؤون الإفريقية، أن تصريحات قادة الجيش الإثيوبي تقع فى إطار استراتيجية المناورة والخداع الإثيوبية المستمرة منذ إعلان البدء فى هذا السد". وقال "رسلان" في اتصاله مع ال"الوطن" إن "التصريحات هدفها حشد الرأى العام الداخلى فى إثيوبيا بأن هناك عدوا خارجيا يتربص بإثيوبيا ومشروعها الذى تسوقه داخليا بأنه سيكون بوابتها للتنمية". وأضاف: "والهدف الثانى هو الاستمرار فى إيهام المجتمع الدولى أن مصر دولة عدوانية وأنانية وتسعى لحرمان إثيوبيا من الاستفادة من مقدراتها المائية، و هذا كله غير صحيح لأن مصر توافق على سد أصغر يولد لإثيوبيا 60% من طاقة سد النهضة، ويخفض الأضرار على مصر". وتابع "رسلان"، كما عرضت مصر الشراكة فى البناء و التشغيل، وهذا يتفق مع عملية التدليس الإثيوبية المستمرة حين يقولون إن إثيوبيا لا تعرف لماذا تعترض مصر على السد". وأوضح "رسلان" أن التدليس والخداع والمناورة هى سياسة معتمدة لتمرير المشروع، وإثيوبيا لا تستطيع بمجمل قدراتها الحالية تمرير هذا المشروع منفردة ولذا هناك أطراف دولية وإقليمية هى التى تساند وتدعم وأيضا تخطط وهى إسرائيل وأيضا الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث أن الأخيرة تعتبر إثيوبيا بمثابة وكيلتها أو نقطة ارتكازها فى القرن الإفريقى. وأكد "رسلان" أن مصر لن تلجأ إلى الحرب ولكن هناك سيناريوهات أخرى عديدة بخلاف ذلك وتعرفها المؤسسات المختصة.