هو المؤمن بأن لا عرش يعلو فوق عرش الشعر وسلطانه. هو الذي اختار كثيرًا أن يترك السلطة في جهة، ويقبع هو في الجهة الأخرى. هو الذي رفض وزارة الثقافة أربع مرات خلال أقل من عامين، وظل كرسي الوزارة يطارده، وظل المثقفون يطالبون به وزيرا للثقافة. اليوم يرتضى "جويدة" أن يكون ضمن فريق مرسي الرئاسي. فاروق جويدة، سخَّر الكثير من شعره للتعبير عن المهمشين والبسطاء، وأشعرنا بمدى فداحة مأساة غرق العبارة 98، عام 2006، ففي الوقت الذي اكتفى مبارك بالإشارة إليها "عبارة م اللي بيغرقوا"، كتب هو "الملح كفنني وكان الموج أرحم من عذابك ورجعت كي أرتاح يوما في رحابك وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك فبخلت يوما بالسكن والآن تبخل بالكفن ماذا أصابك يا وطن؟". فاروق جويدة، الشاعر الكبير والصحفي بالأهرام، ولد عام 1945 بقرية أفلاطون بمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ. تخرج في كلية الآداب قسم الصحافة عام 1968، تقلد عدة مناصب ب"الأهرام" بدءًا بمحرر بالقسم الاقتصادي، ثم رئيسا للقسم الثقافي بالجريدة ثم سكرتيرا للتحرير، وصولا لمنصب مدير التحرير، وهو عضو نقابة الصحفيين، وجمعية المؤلفين، واتحاد كتاب مصر، بالإضافة إلى كونه عضوا بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة. حصل جويدة على جوائز رفيعة، مثل جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2001، كما حصل الشاعر على جائزة كفافيس الدولية للشعر، بالإضافة إلى مشاركته في عدد من المهرجانات الشعرية في مصر والعالم العربي.