يستغرق الزمن 8 ساعات بالأوتوبيس من القاهرة إلى سانت كاترين، يتم بعدها تسلق الجبل، الذى يستغرق 3 ساعات لمشاهدة منظر الشروق من أعلاه، ثم النزول لزيارة الدير، ثم أخذ جولة فى المكان لمعرفة الأماكن التاريخية والدينية به، هذا هو البرنامج المتبع فى معظم الرحلات التى تنظم إلى سانت كاترين، إلا الرحلة الأخيرة التى صعد فيها 8 شباب إلى جبل سانت كاترين، وعاد منهم أربعة فقط فيما تجمد الآخرون حتى الموت. حتى لا تنتهى الرحلة إلى سانت كاترين بالموت، لا بد أن تعقبها عدة إجراءات احترازية حسب سيف علاء الدين، منظم رحلات إلى سانت كاترين، وهى: «تبليغ المديرية فى سيناء قبل الطلوع، ومعرفة الطقس والأرصاد الجوية جيداً من أجل سلامة الجميع، وأن يرافق الرحلة شخص على معرفة جيدة بمعالم المنطقة وخريطتها». «هناك 8 استراحات ونقاط تفتيش يمر بها الشباب أثناء طلوع الرحلة، ويوجد فى كل استراحة مجموعة من البدو، يساعدون الناس أثناء الطلوع وأحياناً يصعدون معهم»، قالها عبدالله رضا، أحد منظمى الرحلات إلى سانت كاترين، مؤكداً أنه من الطبيعى أن يكون الشباب متحمساً، فهو ذاهب للمغامرة: «نقاط التفتيش تقوم بتفتيش الصاعدين إلى الجبل، ورؤية البطاقات الشخصية، والبحث إن كان معهم أى آلات حادة أو ليزر». وفاة 4 فى الحادث الأخير كانت كفيلة بإصابة المصريين بحالة من الاكتئاب والحزن الشديد، ترجمت فى تعليقات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن أصدقاء المتوفين الأربعة وهم: محمد رمضان، وهاجر أحمد، وخالد السباعى، وأحمد عبدالعظيم، كانوا أكثر اتزاناً وفكروا فى تكريم أصدقائهم الراحلين من خلال صدقة جارية على أرواحهم، وهى وقف بمستشفى سرطان الأطفال 57357، وقالت سلمى مصطفى صديقة «هاجر»، إن هذا الوقف هو ما تستطيع هى وأصدقاؤها تقديمه للراحلين. هيثم محمد، أحد أصدقاء الضحايا، قرر تولى عملية تجميع الفلوس التى سيتم إرسالها لمستشفى الأطفال، «هيثم» أكد أن الصدقة لن تتوقف على الوقف فقط، بل هناك اقتراح لعمل «كولديرات» للمياه إلى جوار منازل المتوفين و«مقرأة قرآن» أيضاً. المأساة فى حياة المصريين ليست فى الإهمال والتقصير الذى يؤدى إلى الموت، ولكنه يتجسد فى عبارة «إيه اللى وداهم»، التى تقال فى حادث يودى بضحايا ومصابين، وضحايا حادث «سانت كاترين» لم يسلموا من هذه العبارة، «المبررات دائماً هى أسهل ردود الأفعال عند المصريين»، حسب عماد جاد، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، الذى أكد أن تلك المصطلحات، وغيرها ظهرت عقب ثورة يناير: «فى جمعة الغضب الناس قاعدة فى بيوتها وبتتكلم فى التليفزيون وبتقول إيه اللى نزلهم أصلاً»، متسائلاً: «ليه نرمى اللوم على الأشخاص وكأنهم المذنبون؟». عبدالرحمن سليم، أحد الناجين من حادث دير سانت كاترين، قال: «محدش يقولى إيه اللى وداهم هناك، ده مكان للسياحة، ومن الوارد أن يكون قبلة للمسافرين والرحالة»، وأضاف: «إشمعنا قالوا إيه اللى وداهم هناك، ولما حادث طابا حصل ما حدش قال إيه اللى وداهم هناك؟».