يُتوقع أن تزيد شركتا نوكيا الفنلندية ومايكروسوفت كورب الأمريكية مبيعاتهما من الهواتف الذكية في الولاياتالمتحدة، في دفعة هما في أمس الحاجة إليها، في ظل احتمال فرض حظر على بيع منتجات شركة سامسونج إلكترونيكس الكورية الجنوبية، ووقوع شركات إنتاج الهواتف لضغوط للبحث عن بدائل لنظام التشغيل أندرويد الذي تنتجه شركة جوجل. وتعد سامسونج الشركة المهيمنة على إنتاج الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد. وكانت هيئة محلفين محكمة اتحادية بالولاياتالمتحدة قد وجدت يوم الجمعة الماضي أن سامسونج انتهكت ست براءات اختراع خاصة بالهاتف المحمول لشركة أبل، وطالبت بتعويض الشركة الأمريكية بمقدار 1.05 مليار دولار. وفي جلسة الاستماع التي ستعقد في سبتمبر، سينظر القاضي في طلب أبل بفرض حظر على بيع بعض منتجات سامسونج، مثل أجهزة الهاتف المحمول من طراز "جالاكسي"، بعد أن وجدت هيئة المحلفين أن سامسونج قامت بنسخ تكنولوجيا تستخدمها أبل في أجهزتها آي باد وآي فون. ونقلت وكالة أنباء بلومبيرج الاقتصادية الأمريكية عن كارولينا ميلانيسي، لدى شركة جارتنر للأبحاث، قولها إن بعض منتجي الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد قد يتحولون إلى استخدام منصات مثل ويندوز 8، الذي تنتجه مايكروسوفت، تجنبا لرحلة مشابهة إلى ساحة القضاء. وأضافت "أنا متأكدة أن البائعين لأجهزة نظام أندرويد يتساءلون عن المدة التي ستكون متاحة قبل أن يصبحوا هدفا لأبل. ذلك قد يدفع بعض البائعين للنظر في نظام التشغيل ويندوز فون 8 كبديل". وقفز سهم شركة نوكيا بنسبة كبيرة بلغت 10% خلال تعاملات بورصة هلسنكي. وكان السهم قد تراجع بنسبة 34% خلال هذا العام حتى يوم الجمعة الماضي. وصعد سهم مايكروسوفت بنسبة 0.7%، بما يعادل 30.67 دولارا في التعاملات الألمانية، في حين تراجع سهم شركة سامسونج إلكترونيكس بنسبة كبيرة بلغت 7.7% اليوم الاثنين، بعد أن خسرت قضية انتهاك براءة الاختراع ضد أبل في الولاياتالمتحدة. وأنهى السهم تعاملات اليوم على 1.18مليون وون (1040 دولارا) للسهم في سول، منخفضا بنسبة 7.5% عن سعر إغلاق يوم الجمعة الماضي، في أكبر تراجع له منذ حوالي أربعة أعوام. وكان سهم الشركة قد ارتفع بنسبة 21% هذا العام إلى يوم النطق بالحكم الأمريكي. وتسبب الهبوط في انخفاض القيمة السوقية لسامسونج، أكبر شركة في كوريا الجنوبية من حيث رأسمال السوق، بمقدار عشرة مليارات دولار، بينما شهد سهم أبل ارتفاعا بنسبة 2.5%، أي بما يعادل 682.10 دولار في التعاملات الألمانية. وتقول بلومبيرج نقلا عن هوراس ديديو، المحلل السابق لدى نوكيا، والذي يدير شركة "أسيمكو" لأبحاث سوق الهواتف المحمولة، إن شركة "ريسيرش إن موشن" منتجة هاتف بلاكبيري ستضيع عليها بشكل كبير فرصة الاستفادة من إمكانية حظر بيع منتجات سامسونج، إذ أن أول أجهزتها العشرة من بلاكبيري الجديدة التي تعول عليها في اقتناص حصة من السوق لن تصل إلى الولاياتالمتحدة إلا في الربع الأول من العام القادم. كانت المعركة القضائية بين سامسونج وأبل بدأت في سان جوسيه بولاية كاليفورنيا في أبريل من عام 2011، عندما رفعت أبل دعوى على سامسونج، لترد سامسونج بدعوات مضادة، في صراع قضائي يمتد إلى بريطانيا وأستراليا وكوريا الجنوبية. ويمكن أن يكون للحكم الصادر يوم الجمعة الماضي تأثيرات واسعة النطاق على تطور سوق الهواتف المحمولة. وقالت سامسونج، أكبر منتج للهاتف المحمول في العالم، إنها ستسعى إلى إسقاط الحكم، وإذا فشلت ستستأنف فيه. وأضافت، في مذكرة صدرت اليوم الاثنين لموظفيها، إنها أصيبت بخيبة أمل من الحكم، و"سنبذل قصارى جهدنا إلى حين قبول حججنا". وأضافت سامسونج إن "التاريخ أظهر أنه لا توجد حتى الآن شركة أسرت قلوب وعقول المستهلكين وحققت نموا مستمرا عندما تكون أدواتها الأساسية للمنافسة هي الانتهاك الواضح لقانون البراءات وليس العمل على الابتكار".