قال الدكتور نبيل رشوان، الخبير فى الشأن الروسى، إن العلاقات المصرية الروسية تتجه لتعاون عسكرى واقتصادى وتجارى وثيق خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية مبنية على أساس المصالح المشتركة، وأن موسكو لديها خبرات كبيرة يمكن الاستفادة منها فى مواجهة الإرهاب. وأوضح «رشوان»، فى حوار ل«الوطن»، أن هناك مجالات كثيرة يمكن لمصر التعاون مع روسيا فيها مثل «السياحة والتجارة والصناعة»،. ■ فى البداية كيف تقيم العلاقات «المصرية الروسية» حالياً؟ - العلاقات تتجه حالياً إلى تعاون عسكرى وتجارى واقتصادى وثيق، خصوصاً أن حجم التبادل التجارى بين مصر وروسيا وصل إلى 3 مليارات دولار، ونأمل أن يصل إلى 5 مليارات دولار. ■ هل تتوقع أن تنعكس تلك العلاقات على إنقاذ الاقتصاد المصرى من كبوته؟ - نحن لن نبدأ من الصفر، لأن أرضية التعاون مع روسيا موجودة بالأساس، خصوصاً أن هناك العديد من المصانع الروسية فى مصر تحتاج لمجرد إحلال وتجديد، لكن الأهم هو تفعيل الاتفاقيات، وعلى سبيل المثال روسيا أرسلت قائد قواتها الجوية للقاهرة وهو ما يدل على أنها تريد تفعيل الاتفاقيات مع مصر، وهو ما نحرص عليه أيضاً. ■ برأيك لماذا أيدت روسيا الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى فى ظل تحفظ دول أخرى كبيرة؟ - المبادئ الروسية تقوم على تأييد ما يقبله الشعب، فهى تتعامل مع أنظمة ولا تتعامل مع الشعوب، ورغم إدراج «الإخوان» كمنظمة إرهابية لكنها استقبلت «مرسى» العام الماضى، لأن من يختاره الشعب المصرى ستتعامل معه روسيا. ■ خارجياً.. تتوقع خلافاً فى وجهات النظر بين القاهرةوموسكو فيما يتعلق بالأزمة السورية؟ - لا يوجد خلاف بين مصر وروسيا فيما يتعلق بالأزمة السورية، فمصر تتبنى الحل السياسى، وتقف ضد تغيير الأنظمة عن طريق التدخلات الخارجية وهو نفس الموقف الروسى. ■ كيف تقرأ زيارة المشير «السيسى» لروسيا مؤخراً؟ - أرى أن روسيا استقبلت «السيسى» باعتباره الرجل الأقوى فى مصر حالياً، والرئيس المقبل، وأرى أن الزيارة شهدت احتفاء أكثر مما يتوقعه الآخرون. ■ ما انعكاسات تلك الزيارة داخلياً؟ - هذه الزيارة ستنعكس على الأمور الاقتصادية بما فى ذلك «مفاعل الضبعة» لتوليد الكهرباء بعد أن تم إحياؤه من جديد، وفى الغالب روسيا هى التى ستتولى بناء هذا المفاعل، كما أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا رائعة، خاصة أن السياحة الروسية تحتل المرتبة الثانية بعد ألمانيا، ولك أن تتخيل أن العام الماضى زار مصر 1.5 مليون روسى، على الجانب الآخر نحن نصدر لروسيا الفواكه والخضراوات والأرز والمحاصيل الزراعية. ■ من الممكن أن تؤثر زيارة «السيسى» لموسكو سلبياً على العلاقات «المصرية الأمريكية»؟ - أرى أن الزيارة تمثل كسر احتكار الولاياتالمتحدة توريد السلاح للجيش المصرى عن طريق المعونة، خاصة أن المعونة كانت تشترط عدم استيراد مصر لأسلحة من دول أخرى، هذا المبدأ لم نعد نلتزم به، وبالتالى نتعامل مع أى دولة فى العالم، وكسرنا احتكار توريد أمريكا للسلاح، وهذه نقطة أهم من عقد الصفقات، لكن فى الوقت نفسه لن تتأثر العلاقات مع أمريكا سلباً، خاصة أن هناك وفداً من الكونجرس الأمريكى يرأسه رئيس لجنة الاستخبارات يزور القاهرة حالياً ليبحث إمكانية عودة المعونة مرة أخرى. ■ كيف تستفيد مصر من الخبرات الروسية فى مجال مكافحة الإرهاب؟ - الخبرات الروسية عريضة جداً فى مكافحة الإرهاب، حيث عانت منذ تسعينات القرن الماضى من حرب انفصالية وعمليات إرهابية، كما أدرجت روسيا جماعة «الإخوان» كمنظمة إرهابية لدعمها الشيشانيين، وهو ما يمكننا من الاستفادة من تلك الخبرات فى مواجهة الإرهاب.