كانت العدالة سريعة ووحشية عندما اعتقل مقاتلون من جماعة «جبهة النصرة» فى سوريا رجلاً متهماً باغتصاب وقتل فتاة صغيرة أمام والدها حيث ضربوا عنق الرجل وتركوا جثته فى الشارع، ولم يردعهم وجود النساء والأطفال ولا حتى نداءات المتمردين الآخرين عند نقطة تفتيش فى حى صلاح الدين المحاصر بحلب. هكذا رأت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية التى قالت إن «ظهور جبهة النصرة (تتكون أغلبها من سوريين والبعض يقول إن لها صلات بتنظيم القاعدة) وفريق صغير من مقاتلين أجانب يهدد بتعقيد الانتفاضة ضد الرئيس السورى بشار الأسد وهو الصراع الذى أخذ بالفعل منحى طائفياً». وأضافت: «منذ شهور، وقوات الأسد تطلق بشكل متزايد الدبابات والهليكوبتر والطائرات المقاتلة على المدن والقرى فى حين يشجع المجتمع الدولى الدبلوماسية ويقدم كميات صغيرة من المساعدات العسكرية، ولكن هذا الأمر جعل من المحتمل أن تملأ «القاعدة» أو جماعة مشابهة الفراغ فى البلاد». ونقلت الصحيفة عن أعضاء ب«الجيش السورى الحر»، قوة التمرد الرئيسية فى البلاد، قولهم: «هذا الرجل من ميليشيا موالية للحكومة»، وليس لديهم شك فى أنه مذنب وليس لديهم أى اعتراض على قتله ولكنهم يعترضون بالفعل على قطع رءوس الناس. فى حين قال أحد المقاتلين يدعى حسن: إنهم حتى لا يطلقون النار عليهم ولكن يذبحونهم بالسكين إنها ليست أخلاق الإسلام. ويرحب المقاتلون بمساعدة أى جهة لكنهم لا يشعرون بالارتياح تجاه بعض أساليب «جبهة النصرة» فى القتال. ونقلت الصحيفة عن أندرو تابلر، باحث فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قوله: «إن الصراع السورى يعمل بمثابة المغناطيس بالنسبة لهذه الجماعات، ولكن المهم أنهم يشكلون جزءاً صغيراً جداً من الجماعات التى تقاتل النظام السورى». وفى اتصال بالمقدم أبوثائر الحمصى، عبر «سكاى بى» وهو ضابط سورى منشق، نفى وجود مقاتلين أجانب فى البلاد وقال: «كل هذه افتراءات من النظام ونحن لسنا بحاجة لمقاتلين أجانب لدينا ما يكفى لكن بحاجة إلى أسلحة». وكشف عن أن «جبهة النصرة من صنيع مخابرات النظام ومن فى سوريا يعرف ذلك»، مؤكداً أن «جبهة النصرة لا تقاتل بجانب الجيش الحر ولا نعلم عنها إلا من خلال الفيديوهات». وفى إحدى مجازر النظام المتواصلة، أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان أمس أنه تم العثور على مئات الجثث فى مدينة داريا بالقرب من دمشق التى كانت اقتحمتها القوات النظامية منذ الثلاثاء الماضى. وقال المرصد إن «320 شخصاً على الأقل قتلوا فى داريا خلال الحملة العسكرية التى استمرت على مدار الأيام الخمسة الماضية فى داريا». وقال شاهد عيان من داريا فى تصريحات ل«الوطن» أمس: «المجزرة مستمرة.. يريدون إعدام كل الشباب.. بحارتى نحو 30 جثة من شباب ونساء ولا توجد حارة خالية من الجثث والإعدامات الميدانية.. داريا تذبح حتى الموت». فى المقابل، قام «الجيش الحر» بعملية وصفها بالنوعية عندما اغتال أول من أمس مدير المخابرات الجوية اللواء جميل حسن، فى مكتبه بدمشق. من جهة أخرى، كشفت مصادر أردنية عن اعتقال 25 لاجئاً سورياً دخلوا إلى الأردن على أساس أنهم لاجئون وتبين لاحقاً أنهم عبارة عن «خلايا نائمة» حضرت إلى البلاد بهدف القيام بأعمال تخريبية وفق التحقيقات التى أجرتها أجهزة الأمن الأردنية.