تواصلت ردود الفعل الداخلية والإقليمية تجاه بيان قائد القوات البرية السابق اللواء خليفة حفتر الذى أعلن فيه، أمس الأول، نيابة عن الجيش الليبى تجميد عمل المؤتمر الوطنى العام والحكومة والإعلان الدستورى المنبثقين عنه، إضافة إلى سيطرة قوات له على العاصمة «طرابلس»، فى وقت تظاهر فيه الآلاف للمطالبة برحيل حكومة على زيدان، وعدم التمديد للمؤتمر الوطنى. وأعلن الجيش الليبى، مساء أمس الأول، أنه يقف على الحياد فى الأزمة الحالية فى ليبيا ويحرص على حماية الثورة. وأكد اللواء عبدالسلام العبيدى، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الليبى، أن الجيش «سيبقى فى موقف الحياد وسيظل فى حماية الثورة التى أطاحت بنظام الرئيس الليبى السابق معمر القذافى». وطلب الجيش اعتقال اللواء «حفتر» بعد تصريحاته التى أثارت جدلاً فى البلاد، مضيفاً أن «جميع المنشآت الحكومية تخضع لسيطرة القوات الليبية والمجموعات المسلحة الموالية لها». وأعلن منتسبو الجيش الوطنى بالمنطقة العسكرية بكافة وحداته ومديرية الأمن وثوار 17 فبراير بالجبل الأخضر انحيازهم الكامل لإرادة الشعب الليبى ووقوفهم إلى جانب خيارات أبناء الوطن. وأكدوا، وفق بيان نقتله وكالة الأنباء الليبية الرسمية، تأييدهم لتداول السلطة سلمياً. وقال رئيس المؤتمر الوطنى العام نورى أبوسهمين، إن «ثورة 17 فبراير انتصرت ولكنها لم تنجح بعد، ونجاحها يعتمد على القضاء والإبعاد لكل من ساهم فى امتداد عمر النظام السابق»، وأوضح أن ذلك تأكد فى الساعات الماضية عندما خرج أحد العسكريين الذين انطبقت عليهم قرارات التقاعد وخرج على إحدى الفضائيات مدعياً أنه رتب وجهز لانقلاب عسكرى. ومن جانبه، أكد الرئيس التونسى المؤقت المنصف المرزوقى، مساندة بلاده للشعب الليبى لتطبيق المسار الديمقراطى فى البلاد، كما أكد وقوف الشعب التونسى مع السلطة التشريعية فى ليبيا المتمثلة فى المؤتمر الوطنى العام والحكومة المنبثقة عنه والتى ارتضاها الشعب لتمثيله، وقال: «أمن ليبيا من أمن تونس والبلدان تربطهما علاقات متينة». فى سياق آخر، تظاهر آلاف الليبيين مجدداً، أمس الأول، فى مناطق عدة من ليبيا احتجاجاً على التمديد لأعضاء المؤتمر الوطنى العام، الذى أدى لوجود انقسام داخل النخب السياسية الليبية بين مؤيد ومعارض. وحمل المتظاهرون الأعلام الليبية ولافتات كتبت عليها عبارات تندد بالتمديد للمؤتمر الوطنى فى طرابلس وبنغازى وعدة مدن أخرى. وأكد الصحفى الليبى مالك الشريف، ل«الوطن»، أن هناك أعداداً كبيرة من المواطنين خرجت إلى مدينة «بنغازى» الليبية تعلن تأييدها لبيان اللواء خليفة حفتر. وقال الشريف إن «الأعداد تُقدر بحوالى 20 ألف مواطن خرجوا لتفويض اللواء حفتر وتأييد خارطة الطريق التى دعا لها». ولفت الشريف إلى أن هذا العدد خرج تحت شعارات مطالبة برحيل المؤتمر الوطنى وحكومة «زيدان»، وهو عدد خرج بشكل غير منظم، وهو بالنسبة ل«بنغازى» يُعتبر أمراً جيداً. وكان المؤتمر الوطنى العام قرر تمديد ولايته حتى ديسمبر، رغم معارضة عدد كبير من الليبيين الذين ينتقدون عجزه عن مواجهة الفوضى فى البلاد.