تعد المقابلة التي أجراها الإعلامي خالد أبو بكر مع الإرهابي الذي تسلمته مصر من الجيش الوطني الليبي، هشام عشماوي، وذلك داخل الطائرة العسكرية التي نقلته من ليبيا إلى القاهرة، الثالثة من نوعها في الحوارات مع إرهابيين، حيث كان السبق للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عام 1954، لتأتي المقابلة الثانية بعد 63 عاما حينما حاور الإعلامي عماد الدين أديب إرهابي الواحات الأجنبي الناجي. وقال خالد أبوبكر، لهشام عشماوي من داخل القاهرة: "أنت في مصر يا هشام"، موجها التحية للقوات المسلحة التي شاركت في نقل الإرهابي هشام عشماوي لمصر. الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل حاور إرهابيا هو الآخر، لكن عام 1954 وتحديدا عقب محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فيما عرف إعلاميا ب"حادث المنشية" الذي نفذ في يوم 26 أكتوبر، لينشر حوارا مع منفذ الهجوم محمود عبداللطيف بعد 4 أيام فقط من الحادث، وتحديدا يوم 30 من الشهر ذاته، بعنوان "الجاني يتكلم". وحال عقد مقارنة مع أسئلة "أديب" و"هيكل" في حوارهما نجد اختلافات عديدة، ولكن الفارق بين الحوارين أن مقابلة "هيكل مع عبداللطيف" كانت مكتوبة ولم تسجل انفعالات أو لغة جسد الجاني الذي حاول اغتيال "عبدالناصر"، أو الأسلوب الذي كان يطرح به "هيكل" أسئلته، أما حوار "أديب" مع الناجي من تطهير الواحات فكان مصورا، لتظهر انفعالاته وطريقة طرح أسئلته على الإرهابي. "هيكل" في حواره سيطر بشكل أو بآخر على الجانب الآخر، وهو محمود عبداللطيف حتى جعله ينفعل، ويؤكد عدم طاعته لمرشد جماعة الإخوان المسلمين "حسبما وصف هيكل في حواره"، أما إرهابي الواحات خلال حواره كان يحاول التظاهر بالتماسك عبر ابتسامته الهادئة من حين لآخر، كما أنه كرر إجابة بعض الأسئلة مرتين حتى يخفي معلومة ما أراد "أديب" الحصول عليها، وكان من الواضح تدريبه على كيفية تخطي الاستجوابات، على عكس منفذ حادث المنشية، الذي كانت واضحة عليه علامات التوتر، لأنه كان يحرك يديه من حين لآخر، حسب وصف "هيكل". بينما "أديب" لم يستفز إرهابي الواحات الأجنبي الناجي، لأنه كان هادئا للغاية وتسيطر عليه المشاعر السلبية، وكان من السهل أن ينهار حال محاولة "أديب" استفزازه، ويظهر شخصًا ضعيفًا مرتبكًا لا يملك السيطرة على نفسه، لكنه أصر على مهاجمة الدولة والجيش والشرطة. أما "هيكل" فقد أخرج من صدر "عبداللطيف" شهادة في حق "عبدالناصر"، حيث قال: "جمال عبدالناصر شجاع لأنه واصل الحديث أمام الجماهير حتى في أعقاب إطلاق الرصاص عليه". وأعلن الجيش الوطني الليبي، تسليم الإرهابي هشام عشماوي، إلى المخابرات العامة المصرية، خلال زيارة الوزير عباس كامل إلى ليبيا، مساء الثلاثاء (28 مايو)، تمهيدا لمحاكمة "عشماوي" في الجرائم المنسوب له ارتكابها. ووصلت طائرة حربية مصرية، رافقت طائرة اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة، إلى مطار القاهرة الدولي، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء (29 مايو) وعلى متنها رجال العمليات الخاصة المصرية، برفقتهم الإرهابي هشام عشماوي. وأصدرت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، بيانا، تعلن فيه تسليم الإرهابي هشام عشماوي إلى مصر. وقال البيان: "في إطار عمليات مكافحة الإرهاب في شمال أفريقيا وفي ضمن التعاون المشترك مع جمهورية مصر العربية الشقيقة استقبل اليوم القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية بمقر القيادة بالرجمة رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل". وأضاف: "تم خلال اللقاء مناقشة عمليات مكافحة الإرهاب بالمنطقة، كما تم خلال اللقاء تسليم الإرهابي هشام العشماوي والذي ترأس أحد التنظيمات الإرهابية بمدينة درنة ونفّذ عدداً من العمليات الإرهابية بدولتي ليبيا ومصر والذي قام أبناء القوات المسلحة بإلقاء القبض عليه خلال حرب تحرير درنة وذلك بعد استيفاء كل الإجراءات واستكمال التحقيقات معه من قبل القوات المُسلحة". كما سلم الجيش لاوطني الليبي، بهاء علي علي عبد المعطي، أحد الإرهابيين شديدي الخطورة منفذ بعض العمليات في الإسكندرية. وقالت مصادر قضائية وأمنية ل"الوطن"، إن الإرهابي هشام عشماوي محكوم عليه بالإعدام في عدة قضايا، من بينها "أحداث الفرافرة" و"أنصار بيت المقدس 3"، والصادر فيهما أحكام بالإعدام من القضاء العسكري. فيما أشارت مصادر قضائية إلى أن الإرهابي هشام عشماوي، هو المتهم التاسع في أمر إحالة المتهمين فى قضية "أنصار بيت المقدس" المنظورة حاليا أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا برئاسة المستشار حسن محمود فريد، حيث تستمع المحكمة في الجلسات الحالية لمرافعات دفاع المتهمين، بعدما انتهت من سماع مرافعات نيابة أمن الدولة العليا، على مدار أسبوع كامل. ويواجه العشماوي مع 212 آخرين، اتهامات بارتكاب 54 عملية إرهابية بعد عزل الإخواني محمد مرسي إثر احتجاجات حاشدة على حكمه، منها "محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق، وقتل النقيب محمد أبو شقرة، والمقدم محمد مبروك، وتفجير مديريتي أمن القاهرة والدقهلية، واستهداف مقرات أمنية وعسكرية.