الرئيس المنتخب د. محمد مرسى، إليك ما حدث باختصار: وأخيراً وصلنا منهكين قرية تابعة لمحافظة الفيوم منذ ما يزيد على العامين بقليل فى إطار برنامج عن أوجاع الوطن ومشكلاته تحت إشراف المهندس أسامة الشيخ -أما أنس الفقى الفاسد فمنع عرضه- وهذه شهادة حق عن فكر الرجل، أول سجناء ما اعتقدناه تطهيراً حقيقياً بعد الثورة فيما حصل قتلةُ الشهداء على البراءه قولاً واحداً. عموماً دخلت البيت ذا الملامح الريفية الواضحة لألتقى بأم الخمسة شباب راح أربعة منهم ضحايا أحد سماسرة أحلام الشباب فى الهجرة، وإن كانت غير شرعية، حين تركهم فى عرض البحر بعيداً عن شواطئ إيطاليا بعد رفضهم طلبه بالقفز فى الماء لكى يخفّ وزن الحمولة، فذهب هو بمركب آخر تاركاً إياهم لمصير مظلم ومحتوم، وهذه بالمناسبة وكما تعلم قطعاً مأساة مستمرة إلى الآن. بصراحة لم أقو على استضافة الأم فحمدت الله على نزلة البرد التى أصابتها، فجاءنى الأخ الخامس -آخر من تبقى ليرعى الجميع؛ والدته وزوجته وأولاده واليتامى أبناء إخوته رحمهم الله- بزوجات إخوته، نعم هؤلاء جميعهم فى رقبته وهو يقوم بعملين كى يطعمهم «خبز جاف». سألته: اخواتك جابوا نقود السمسار منين يا ابراهيم؟ فأجابنى: دين علينا، واخواتى حاولوا كتير يسافروا شرعى بس لا مؤاخذة.. موت يا حمار على الوزارة ما تختار عشرة -حضرتك- من البلد كلها. طب قوللى يا ابراهيم، دخلك كام من الشغلانتين بصراحة؟ ميتين وخمسين جنيه حضرتك وحق لا اله إلا الله. عندى سؤال أخير لو سمحت: هوّ معقولة اليأس يدفعك تعمل زى اخواتك الله يرحمهم؟ فقال: يا ستنا مش اليأس.. الأمل. بس اخواتك ماتوا.. أمل إيه بس؟ فباغتنى هادئاً: طب وهوّ انا عايش؟! السيد الرئيس مرسى، أعط ما نملك من أراضى الوطن الصفراء لمن يستحق من أبنائه الشباب، وأنقذ مصر من أوهام الخلافة المزعومة، وإلا فمصير إبراهيم وإخوته ينتظر زهرة شباب الوطن.