إذا كان الإشهار أحد الأركان الأساسية فى الزواج، فهو من وجهة نظر «إيمان نضال»، الفتاة ذات العشرين عاما، أحد الأركان الأساسية فى الصداقة البريئة، وكما يجب على الزوجين إعلام المعارف بطبيعة العلاقة، فعلى الصديقين، خاصة لو كانا ولدا وبنتا، أن يقوما بإخراس الألسن، ويعلنا أنهما مجرد صديقين، ولا علاقة عاطفية تربطهما. «إحنا مش مرتبطين يا جدعان.. علىّ الطلاق إحنا مش مرتبطين».. جملة طبعتها إيمان وصديقها عبدالله ووضعاها على ظهريهما خلال حفل بنقابة التجاريين بالقاهرة، تقول: «الموضوع ببساطة إن عبدالله صديقى جدا، بيكون موجود معايا فى كل حاجة.. الاعتصامات.. والضرب اللى كان بيحصل أيام الثورة، بدأ زمايلنا يتكلموا إن إحنا مرتبطين، لكن غلبنا نوضح إننا مش مرتبطين، لحد ما جاتلنا فكرة إننا نحضر الحفلة دى، ونطبع الورقتين ونحطهم على ضهرنا عشان الناس تقتنع إننا مش مرتبطين، مشينا بيها قدام الناس، قعدوا يضحكوا علينا، وخدوها بهزار، بس إحنا ما كناش بنهزر، أنا واخدة الموضوع جد، مش كل ولد وبنت ماشيين مع بعض فى الشارع يبقوا مرتبطين أو بينهم علاقة حب، نفسى نخرج من إطار النظرة دى». والد إيمان وجدها لوالدتها، الشاعر زين العابدين فؤاد، على علم بجميع أصدقائها تقريبا، أما إيمان نفسها فتقول: «كان ممكن يهمنى كلام الناس قبل الثورة عن الموضوع ده، لكن بعد الثورة اللى كان بيقع جنبنا فى الميدان إنسان. ما كناش بنسأل نفسنا ولد ولا بنت، أنا لما اتصبت كان واقف جنبى واحد معرفوش نقلنى المستشفى، عرفت ساعتها يعنى إيه بنى آدم، المفروض نفرض الطباع الجديدة ونحسن الأخلاقيات ونبطل النظرة الضيقة للعلاقات، والدى شاف الفكرة وقالى عنها عبقرية، وناس كتير اتكلمت على الصورة وقالولى الفكرة حلوة». لا تخشى الفتاة الراغبة فى التغيير من نظرة شريك المستقبل ورأيه فى نمط حياتها الآن، تقول: «لما ارتبط بجد هيرتبط بيا لشخصى وكيانى، مش هغير نفسى وسلوكياتى اللى أنا مقتنعة بيها عشان هو شايفها غلط، من أيام ثانوية عامة فى مدرسة البنات كانت أى بنت تكلم ولد ويشوفها مدرس تترفد على طول، ولو جوه المدرسة وعاوزة تكلم ولد تاخد الموبايل وتدخل الحمام عشان محدش يسمع، وبره المدرسة كان لازم تمشى بعيد عشان يقدروا يتكلموا، رأيى إن الواحد ما دام خد قرار إنه يعمل حاجة يبقى شايفها صح، لكن لما يتدارى من الناس ويخاف منهم يبقى فيه حاجة مش مظبوطة». إيمان فى عامها الأخير بكلية التجارة جامعة القاهرة، وقد حاولت أن تبدى وجهات نظرها بصورة عملية من قبل حين قامت مع مجموعة من ستة أولاد وبنت بارتداء تيشرتات مكتوب عليها: «أنا ضد التحرش»، لكن المبادرة لاقت الكثير من الهجوم والتصادم العنيف: «فعلنا ذلك كمبادرة شخصية منا، لكننا تعرضنا لتصرفات وقحة واتهامات أخلاقية قذرة، وتطاول وسباب طالنا جميعا». «الحكاية مش مفتوحة على البحرى» قالت إيمان وأكملت: «ما بنكرش إنه لازم يكون فيه حدود، يعنى مثلا أصدقائى قبل الثورة ما عادوش موجودين، لأن الصحوبية كانت عندهم خروج وفسح بس، أصدقائى دلوقت ناس ليهم هدف وقضية، لكن فى حدود، وسهل آخد قرار بقطع العلاقة مع صديق إذا لقيته ضد الثورة أو إذا لقيته بيلمح لحاجة عاطفية بينى وبينه، كمان بحاول أتلاشى أى محاولات على فيس بوك لبدء علاقة عاطفية من خلال خانة العلاقة اللى كاتبة فيها إنى عايشة علاقة عاطفية دلوقتى، عشان ما اضطرش أشوف كل يوم رسايل كتير فيها سؤال واحد بس.. هو انتى مرتبطة؟»