انفجرت نافورة الدم من رأس الشاب السورى المُلقى على الأرض المكسوة بندف الثلج، بعدما تلقى رصاصة الإعدام التى حكمت عليه بها حركة «داعش»، رغم أن الشاب لم يبلغ ربيعه الخامس عشر، وبينما تتسع بركة الدم حول القتيل ترتفع التكبيرات وتزداد تلويحات الملوحين برايات الحركة السوداء المصدرة بعبارة التوحيد «لا إله إلا الله». دولة الإسلام فى العراق والشام «داعش»، هى حركة تكفيرية يتوزع أعضاؤها بشكل أساسى فى دولتى العراقوسوريا، ويتبنون الفكر الجهادى الإسلامى. تأسست فى عام 2006، بعد ثلاث سنوات من دخول القوات الأمريكيةالعراق، واختير أبوعمر البغدادى زعيماً للحركة الوليدة «الدولة الإسلامية فى العراق»، والتى تبنت عدة عمليات نوعية استهدفت خصوم الحركة السياسيين، فضلاً عن قوات الأمن والجيش العراقى وبعض المناطق التى تسيطر عليها القوات الأمريكية. أبومصعب الزرقاوى، وأبوحمزة المهاجر، وأبوعمر البغدادى، وأبوبكر البغدادى، أهم قادة الحركة التى سيطرت على مساحة كبيرة فى مدينة «الفلوجة»، حتى وجدت لنفسها ساحة جديدة فى سوريا، والتى انفلت فيها زمام الأمور من يد نظام الأسد، الذى بدأ حربه مع «الجيش السورى الحر» و«جبهة النصرة» منذ مارس 2011. وبعدما انتقل مقاتلو «داعش» انتشر تسجيل صوتى لأبى بكر البغدادى، قائد داعش، أعلن فيه «إسقاط الدولة الإسلامية بالعراق، وجبهة النصرة فى سوريا، وإعلانهما كياناً موحداً يحمل اسم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» «داعش» اختصاراً». على أن تسجيلاً آخر انتشر بدوره ل«محمد الجولانى»، قائد جبهة النصرة فى سوريا، نفى فيه أن يكون «مجلس الشورى بجبهة النصرة أو أى من قادتها قد استشيروا أو استؤمروا فى أمر كهذا»، ومع انتشار التسجيل الصوتى الأخير تكدر صفو العلاقة بين الحركتين التكفيريتين اللتين دخلتا فى معارك غير معلنة، إلى أن انتشر تسجيل صوتى ثانٍ فى مطلع يناير الماضى ل«الجولانى» كشف فيه أن «سياسات داعش الخاطئة تسببت بتأجيج الصراع بين الفصائل التكفيرية، ومن بين تلك السياسات اعتقال زعيم جبهة النصرة فى الرقة وربما قتله». نجحت «داعش» فى أن تبسط نفوذها فى نواحٍ متفرقة من سوريا، منعت فيها التدخين، وفرضت على الرجال إطلاق لحاهم وعلى النساء النقاب. كما أعدمت العديد من السوريين من الموالين والمعارضين لنظام الأسد سواءً بسواء، ومؤخراً راجت أخبار حول رصد أجهزة الأمن المصرية دخول عناصر من تنظيم «داعش» إلى شمال سيناء بعدما تمكنوا من الهرب من سوريا، وقيامهم ب«أعمال إرهابية ضد قوات الأمن»، ليُفتح باب التساؤلات حول مهمة الجيش المصرى فى القضاء على الإرهاب ليس فى سيناء وحدها، ولكن عمليات الجيش قد تنقذ الوطن العربى كله من هذا السرطان الذى زرعته أجهزة معادية فى جسد الأمة.