فى مصر الكثير من الألغاز والمضحكات، أبرزها: من يحمى المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات؟ حيث ظل عاماً فى عهد الإخوان لم يفتح فمه، ولم ترصد تقاريره مخالفات للجماعة وقياداتها، وكل ما نتذكره خلال هذه الفترة مهاجمته الجيش والمخابرات ونادى القضاة، ثم انبرى بعد الثورة يصطنع معارك «وهمية» يخفى وراءها قربه الشديد من الإخوان.. من أجل استمراره فى منصبه، وإذا كان «جنينة» ينفى ما يعتبره الآن تهمة، فإن ثمة سمات مشتركة بينه وبين الإخوان مثل: - يعتبر «جنينة» أن الهجوم عليه يمثل ترصداً بالجهاز المركزى للمحاسبات، أى إنه يعمق بنظرية الإخوان «أنا والجهاز واحد»، بالإضافة إلى اتهاماته للإعلام بالترصد. ومن قبل قال إن الصحفيين يحصلون على مرتبات من نادى القضاة، كما كان يفعل رئيسه مرسى وإخوانه حينما ألقوا بكل مشاكلهم على الإعلام، بل إن مرسى اتهم أثناء حملته الانتخابية أحد الإعلاميين بأنه يحصل على أموال من الخارج وأنه يملك شيكات بذلك، وعندما وصل للسلطة لم يتقدم بأى بلاغ للنائب العام. - يتعالى «جنينة» على النيابة العامة ويتمادى فى رد القضاة، كما يفعل الإخوان بالضبط، فيرفض الذهاب إلى تحقيق النيابة، كما فعل الإخوان، ولم يحاول (القاضى السابق) أن يرسخ احترام السلطة القضائية عند الجماهير، بعدما تعرضت له خلال عهد الإخوان، بينما كان هو مشاركاً إما بالصمت أو التوجيه الخلفى. - استغل «جنينة» طيبة رئيس الجمهورية ويتاجر باجتماعه معه وينقل عنه استياءه مما يتعرض له رئيس جهاز المحاسبات من حملة مزعومة «على حسب وهمه»، مثلما كان الإخوان يفعلون مع الفريق عبدالفتاح السيسى، حيث كانوا يروّجون أن السيسى منحاز للرئيس والنظام ولن يساند الثورة. - يتشابه «جنينة» مع الإخوان فى أسلوب «المسكنة» عند الضعف، والفجور عند الخصومة، فبينما كان يقول أثناء عهد الإخوان «شرف لى العمل مع د.محمد مرسى» قال بعد 30 يونيو «مرسى لبّس البلد فى الحيط» كما اكتشف «جنينة» أن رئيسه كان يحصل على 60 ألف جنيه شهرياً قيمة النياشين والأوسمة، وأن التجاوزات فى ميزانية رئاسة الجمهورية كانت فى التعيينات والوجبات، وكأنه اكتشف هذه المخالفات فجأة.. لكن الأغرب مجاملة «جنينة» للإخوان أثناء عهدهم بمهاجمة الجيش فإذا ذهب حكمهم قال «السيسى حذر الإخوان من سوء إدارتهم». - لا يعرف «جنينة» أو الإخوان ثقافة الاستقالة، فلم نسمع أن أحداً منهم استقال من أى منصب، وبالتالى لا ينتظر أحد من «جنينة» تقديم استقالته رغم تغير النظام والحكم والأوضاع. - يجيد الإخوان صناعة كيانات وهمية تدافع عنهم، مثل «جبهة الضمير» وغيرها، مثلما فعل «جنينة» فى جهاز المحاسبات حيث رعى ما يسمى «جمعية نادى أعضاء المحاسبات»، لتكون مهمتها الدفاع عنه والتظاهر من أجل بقائه. - من الغريب أن مسئولاً بالدولة يُتَّهم فى قضيتين بالسب والقذف ضد المستشار أحمد الزند وضد المستشار عادل عبدالحميد وزير العدل، رغم أنه قاضٍ سابق، ومن المفترض أنه يعرف الفرق بين الرأى والسب والقذف، لكن الأغرب أن الدولة لم تتحرك أمام إحالة مسئول كبير إلى «الجنايات» مرتين.. وإذا كان «جنينة» قد طالب د.حازم الببلاوى رئيس الوزراء بتكليف أجهزته ببحث مدى اتهام «الببلاوى» له بالانتماء للإخوان، فإن تحريات الأمن الوطنى فى قضية حركة «قضاة من أجل مصر» أكدت أن «جنينة» من ضمن الأعضاء المؤسسين للحركة التى تعمل لصالح الإخوان. - الأخطر أن رئيس الوزراء اتهم «جنينة» بأنه إخوانى ويمكن عزله، بينما يتركه فى منصبه، مما يؤكد أن هناك من هو أقوى من رئيس الحكومة يحمى «جنينة»، أو أن الدولة «مفككة»، أو أن الحكومة قررت التصالح مع الإخوان دون أن يعلم الشعب!!