كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم، عن أنّ وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة باتريك شاناهان، قدّم خطة عسكرية لكبار مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تنص على نشر ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط، في حال هاجمت إيران القوات الأمريكية، أو تسريع العمل في مجال الأسلحة النووية. واعتبر محللون في تصريحات ل"نيويورك تايمز"، أنّ "هذه مجرد خطط ومخططات لم ترق إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع، تسعى من خلالها الولاياتالمتحدة إلى تعزيز قواتها في وجه القوى الإيرانية بالمنطقة فقط". وأثارت المخططات التي كشفت عنها "نيويورك تايمز"، حالة من الصدمة في أوساط مسؤولي الأمن القومي الأمريكي، إذ أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنّ "حجم هذه القوات يوازي حجم القوات التي غزت العراق، ونشر مثل هذه القوات الجوية والبرية والبحرية، من شأنه منح إيران المزيد من الأهداف لقصفه أو الإضرار به، أو تعطيل المصالح الأمريكية من خلاله، ما يهدد بتورط الولاياتالمتحدة في صراع طويل الأجل". وبعد حالة الجدل التي أثارتها الخطة التي كشفت عنها الصحيفة الأمريكية، نفت المتحدثة الرسمية لوزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" ريبيكا ريباريتشي، أمس، إرسال الولاياتالمتحدة مقاتلات إضافية من طراز "إف-35" إلى الخليج، في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة. وقالت "ريبيكا": "لدى سلاح الجو الأمريكي مقاتلات من طراز إف-35 في المنطقة منذ منتصف الشهر الماضي، ولم يتم إرسال أي تعزيزات إضافية منها"، لافتة إلى أنّ "واشنطن تملك طائرات من طراز إف-15 موجودة في قواعد جوية عسكرية أمريكية خليجية منذ زمن بعيد". ورغم حالة الجدل التي أثارتها المخططات الأمريكية، فإنّ المحلل السياسي الإماراتي جاسم خلفان، اعتبر أنّ "مخطط البنتاجون لنشر جنود في الشرق الأوسط بهذا العدد، هو نوع من الاستعداد لتوفير قوى جاهزة للرد على أي هجمات مضادة من الدول المعادية، خاصة في ظل تصاعد الأزمة الإيرانيةالأمريكية". وأضاف خلفان أنّ زيادة أعداد القوات البحرية والعسكرية لأمريكا في المنطقة العربية لمواجهة إيران، يعد رد فعل طبيعي إذا أقدمت أي دولة على حرب مع دولة ذات قوى عظمي، مؤكدا أنّ "أمريكا لم تأت بغرض احتلال جديد في الشرق الأوسط، أمريكا لا تسعى للحرب، كما أنّ العرب لديهم حماية من الولاياتالمتحدةالأمريكية". ولفت المحلل السياسي الإماراتي، إلى أنّه في حال تنفيذ تلك المخططات، فإن القوات ستكون "سلمية"، وستأتي لمهمة محددة، وهي الحد من نفوذ الجانب الإيراني ودوره التخريبي في المنطقة، مضيفا: "إيران استغلت ما تشهده الدول العربية من توترات من أجل التوغل فيها، وتسببت في إحداث أضرار بها من خلال الحشد الشيعي المدعوم من إيران في العراق، والقوات الإيرانية الموجودة في سوريا وكذلك اليمن". وشهدت منطقة الخليج العربي ثلاثة حروب أولها حرب الخليج الأولى التي نشبت بين العراقوإيران واستمرت ل8 سنوات (من 1980 حتى 1988) والحرب الثانية هي حرب تحرير الكويت عام 1990، والتي شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بإذن من الأممالمتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، والحرب الثالثة هي الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية ومساعدة بريطانيا وأستراليا.