المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، زعيم ومؤسس التيار الشعبي المصري، ويعد حمدين أحد أكثر الشخصيات السياسية قبولًا لدى الجماهير، وكان حصل على المركز الثالث في انتخابات الرئاسة عام 2012 بما يقرب إلى 5 ملايين صوت من شباب الثورة، وعلت أسهم حمدين إلى فترة ليست بالقليلة حتى إن البعض اعتبره زعيم وبطل شعبي وذلك بالأخص بعد أن أطل علينا المعزول مرسي بإعلانه الدستوري التحصيني، حيث كان صباحي من أكثر المنددين بهذا الإعلان والشاجبين له. أكثر ما أثار دهشتي هو إن البعض من أقزام الإعلام تحدثوا عن تلقي حمدين صباحي أموالًا من الخارج، وكذلك عن علاقات مع الجماعة المحظورة، فهل يعقل أن حمدين صباحي الذي لديه تاريخ في النضال السياسي، فقد عارض الرئيس الراحل أنور السادات، وكذلك عارض الرئيس المخلوع، واستمر في نضاله ضد المعزول مرسي، وبالرغم من إعلانه لأكثر من مرة تأييده لخارطة الطريق الذي وضعتها القوات المسلحي بعد ثورة 30 يونيو إلا أن هذا لا يشفع عند هؤلاء الأقذام من تخوينه والتشكيك فيه. لمن لا يعرف أن حمدين صباحي، لم تعلوا اسهمه في الانتخابات الرئاسية عام 2012 إلا بظهوره في المؤتمرات واللقاءات التليفزيونية، فلم يكن ينفق الملايين على الدعاية الانتخابية والبوسترات، ولا يوزع سلعًا تموينية، ولا يذبح عجولًا من أجل شراء الأصوات الموجهة مثلما كان يفعل المرشحين الآخرين. من منا لم يكن لديه صديق متطوعًا في حملة حمدين صباحي لتسألوا أحدهم من كان يمول حملة حمدين صباحي، فحملته التي قامت بالتمويل الذاتي لمجموعة كبيرة من شباب ثورة 25 يناير، وجلبت ما يقرب من خمسة ملايين صوتًا صحيحًا من شباب الثورة، ومنذ ذلك اليوم اعتبر حمدين ممثلًا لشباب الثورة ثقة في تاريخه النضالي. قد نتفق إن قرار صباحي بالانضمام لجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة للرئيس المعزول، كان قرارًا غير موفقًا نظرًا لعلامات الاستفهام التي تتواجد على بعض وجوهها، فوجود حمدين بالجبهة عزله عن واقع المعارضة السياسية المصرية وانضمامه إلى جبهة المعارضة الكرتونية التي لم تكن فعالة شعبيًا، وإذ بمجموعة شباب واستمارات احتشد ملايين الشعب المصري تحت رايتها المسماه ب"تمرد"، وقد اتهم حين ذاك حمدين صباحي بأنه انعزل عن نبض الشارع المصري، وأصبح من زعماء المنابر شأنه شأن وجوه المعارضة الهشة المعتادة فقد خسر صباحي الكثير في تلك الخطوة، شأنه شأن الدكتور محمد البرادعي أيضًا. وبإعلان المشير السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية، انهالت سهام التشويه والتخوين على صباحي ومنها "ممول، مرتزق، يتاجر بالثورة، له علاقات مع الإخوان"، ولا استبعد ذات يوم قريب أن أسمع عن حمدين إنه أحد رجال ما يسمى ب"الطابور الخامس" أرصدة بنوك قصور سيارات فارغة من أين لك هذا يا صباحي، سؤال يطرح يوميًا، ولم يعطى أحدًا الفرصة لصباحي ليرد ويدافع عن نفسه بل إن السادة الأفاضل "جهابزة" الإعلام لم يكلفا أنفسهم بتحري الصدق والدقة في المعلومة بل ظلوا في حملة التشويه والتخوين والمزايدة على وطنيته. وأكد صباحي، في أكثر من مناسبة احترامه وامتنانه لشخص المشير السيسي، وللقوات المسلحة كذلك كان مترددًا في خوض الانتخابات ضد سيادة المشير نظرًا لأن رأي أغلب القوى السياسية إن السيسي هو رجل المرحلة كما إنه يتمتع بشعبية جارفة. استعين بجملة دكتور سعدالدين إبراهيم: "لن تنجح ثورة بالمزايدة والتخوين.. والواقع يومًا بعد يوم يؤكدها أن أهداف الثورة تائهة بسبب المزايدات والتشويه للرموز الوطنية، لن تنتصر الثورة إلا بأن تحكم لن يقفز يومًا شخصًا أو فصيلًا سياسيًا على الثورة وينتصر لها. وبعد ذلك نطالب بانتخابات نزيهة، مع كامل احترامنا لجميع المرشحين الرئاسيين أي انتخابات نزيهة غير محتمل فيها تكافؤ الفرص، فمرشح يدعمه الإعلام وكل أجهزة الدولة، ومرشح آخر يهاجم ويشوه ويخون، وتحاك ضده المكائد والمؤامرات عن أي انتخابات نزيهة تتحدثون أو نطالب.. أعتقد إن القضية محسومة يا سادة فلا داعي ل"المماطلة، والمهاترات الكثيرة دون الجدوى". إنه يا سادة الاغتيال السياسي، هذا الاغتيال الذي لا يخلف دمائًا ولكنه يزيح خصمًا قويا من الساحة السياسية، وهذا السلاح متعارف عليه في مصر منذ حكم محمد علي، وحتى الآن مازال ناجحًا ويستخدم وأعتقد إن تأثيره فعالًا في دولة يستشري فيها الجهل والفقر والبطالة والمرض في بلد يستوطن بها التخوين والمتاجرة بكل ما هو سامي في بلد تعيش وتستمر وتبني أساسها على نظريات المؤامرة والنظريات الواهية في دولة لا ينطق إعلامها المرئي إلا بالعبث، وإن دل على شيء فيدل على غياب المهنية والمتاجرة بأحلام البسطاء وتوجيههم في اتجاه مصالحهم الخاصة عذرًا فأنتم تختارون خيارًا ال"لا دولة".