اعتبر الممثل الأعلى للمجتمع الدولي، فالنتان إنزكو "النمسا"- في مقابلة مع صحيفة كورير، اليوم- أن الاتحاد الأوروبي قد يقرر إرسال مزيد من الجنود إلى البوسنة والهرسك، الدولة التي تشهد حاليا مظاهرات حاشدة، في حال تدهور الوضع. والدولة المنفصلة عن يوغوسلافيا السابقة تعيش الوضع الأكثر خطورة منذ نهاية الحرب، كما أوضح الدبلوماسي النمساوي، وأضاف إنزكو، "في حال تصعيد الوضع، سيكون علينا ربما التفكير في إرسال قوات من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه تدارك "لكن ليس الآن". وقال إنزكو: إن التجاوزات العنيفة مع أكثر من 100 جريح هي موضع إدانة شديدة، وأبدى تفهمه للغضب الاجتماعي في هذا البلد في منطقة البلقان.وأوضح الممثل الأعلى للمجتمع الدولي، أن التفاوت الاجتماعي أدى إلى هذا الوضع: التمرد على التسلط واقتصاد المحازبين. وقال فالنتان إنزكو: "في مدينة توزلا الصناعية، هناك كثير من حملة الشهادات العاطلين عن العمل. وعندما يرى الناس أن أقرباء المسؤولين السياسيين يجدون أعمالا بسهولة، فان الغضب يتصاعد." ودعا الاتحاد الأوروبي إلى الالتزام بتقديم المزيد لدولة القانون. في الماضي، جرى التشديد كثيرا على الأمن العسكري، ولم يتم التشديد بما يكفي على "السلطة الناعمة": دولة القانون والديموقراطية والتدريب والمصالحة. والبوسنة، الجمهورية اليوغوسلافية سابقا، كانت بين 1992 و1995 مسرحا لنزاع طائفي أوقع حوالى 100 ألف قتيل. وتحولت مظاهرات ضد الفقر لليوم الثالث على التوالي، أمس الأول، إلى أعمال شغب في توزلا وموستار وزينيكا وفي بيهاتش. وتدل هذه المظاهرات على سخط السكان من طبقة سياسية غارقة في الخلافات السياسية وعاجزة عن النهوض مجددا باقتصاد منهار في هذا البلد حيث تصل نسبة البطالة إلى 44% من أصل اليد العاملة الفعلية. واتفاق دايتون للسلام الذي وضع حدا للنزاع في 1995، أقام في البوسنة هيكلية مؤسساتية معقدة للغاية حيث يتقاسم السلطة كل من الصرب والكروات والمسلمين وهي متأزمة في شكل شبه مستمر بسبب النزاعات بين الطوائف. وينتشر قرابة 600 جندي في البوسنة والهرسك ضمن عملية "يوفور- ألثيا" تحت راية الأممالمتحدة، ثلثهم تقريبا من النمسا "195".