علقت الصحف الفرنسية أمس، على الاحتجاجات التى اندلعت فى البوسنة منذ عدة أيام قائلة، إن المتظاهرين خرجوا للتعبير عن غضبهم إزاء البؤس المستمر الذي يعيشونه وجمود الساحة السياسية فى البلاد. وأوضحت صحيفة "ليبراسيون" أن الجمهورية اليوغوسلافية السابقة تضم 3.8 مليون نسمة، ولديها أعلى معدل للبطالة فى أوروبا وصل إلى 44%، كما يعيش نحو مواطن من كل خمسة فى فقر شديد، لافتة إلى أن أعمال الشغب تشير إلى السخط المتزايد من الشعب على الطبقة السياسية التى لا تزال غارقة فى صراعات سياسية وعرقية. وقالت الصحيفة إنه بعد مرور نحو 20 عامًا على اتفاقية "دايتون" التى أنهت الصراع فى البوسنة، لا تزال الأحزاب الصربية والكرواتية والبوسنية "المسلمة" غير قادرة على التوافق رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي. كما رأت صحيفة "لاكروا" أن العنف تصاعد منذ الخامس من فبراير الجاري، وهو اليوم الذي شهد بداية الاحتجاجات التي تعد الأكثر عنفًا في الجمهورية اليوغوسلافية السابقة منذ انتهاء الحرب الطائفية عام 1995، حيث انطلقت الشرارة الأولى في مقاطعة توزلا، عندما تجمع المواطنون احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم منذ عدة أشهر. وأكدت "ليبراسيون" أن مظاهرات "الربيع البوسني"، كما تطلق الصحافة المحلية عليها، لم تنطلق فى المدن ذات الأغلبية البوسنية فى البلاد فقط، وإنما فى الكيان الصربي أيضًا المسمى "جمهورية صربسكا" والذى يشكل مع الاتحاد الكرواتي المسلم دولة البوسنة، حيث انتشرت الاحتجاجات الغاضبة فى سراييفو وزينيكا وموستار وبيهاتش وبانيا لوكا "معقل صرب البوسنة الانفصاليين" وبرييدور. وفى هذا الصدد، تشكل حركة الاحتجاج نقطة تحول فى تاريخ هذه الدولة الصغيرة، التى عانت من آثار الحرب الأهلية التى اندلعت فيها فى التسعينيات، إلا أن مطالب المتظاهرين هذه المرة، ليست قومية وإنما ذات طبيعة اجتماعية اقتصادية. وأشارت "ليبراسيون" إلى أن الاحتجاجات تطالب باستقالة الحكومة، وأن أحد قادة المتظاهرين فى توزلا ويدعى "ألدين سيرانوفيتش" هتف مخاطبًا جموع المتظاهرين أمس، "إنهم يسرقوننا منذ 25 عاما ويدمرون مستقبلنا، ونريد أن يرحلوا".