"لو دخلت غرفة ووجدت بها قطة هش القطة أولًا، ثم وجه انتقاداتك بعد ذلك للمسؤولين، لابد أن يبدأ كل شخص بنفسه"، تلك هي مطالب الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة من الأطباء، فيما لم يكن أمام الدكتور عمرو الشوري عضو مجلس نقابة الأطباء. إلا أن يروي قصة قصيرة تحت عنوان "حكايتي أنا والفار فوفو"، يقول فيها: "في منتصف عام 2007 كنت أعمل في مستشفى بولاق الدكرور العام كطبيب امتياز، وفي يوم النبطشية ونظرًا لعدم وجود مكان لأطباء الامتياز استأذنت أحد أطباء قسم العظام أني أريح ساعتين في الأوضة عنده عشان أقدر أكمل النبطشية لتاني يوم، ولما دخلت أنام في سكن نواب العظام شوفت فار في الأوضة، فناديت على الدكتور عصام نائب العظام وصحيته من النوم عشان أوريه الفار، رد وقالي: ماتقلقش من فوفو، ده أليف جدًا وبقاله شهرين عايش معانا، واحمد ربنا إني لسه دافع فلوس للدادة عشان تنضف الأوضة". ويضيف عمرو الشوري، مستكملًا القصة، بالقول: "وبعد ساعتين استيقظ إثر ألم فظيع في صباعه"، قائلًا: "لقيت الفار (فوفو) ماسك في صباعي ومتبت.. رحت خابطه في الحيطة وحادفه بسرعة راح جاري على زميلي أحمد ومخربشه في دراعه". ويتابع الشوري، قصته، قائلًا: "إن الممرضات قمن بتطهير جرحه، ثم أعطوه قطة كبيرة من القطط الموجودة في المستشفى"، قائلين له: "خد القطة معاك في السكن فوق عشان تأكل الفار وتعرف تنام"، وقال: "الممرضات حكولنا إن من شهر كان في ريحة وحشة في العناية المركزة ومش عارفين مصدرها وفي الآخر اكتشفوا أن سبب الريحة أن في فار ميت في السقف المعلق بقاله فترة وهو اللي قالب ريحة العناية.. استنتجت أن القطط مربينها في المستشفيات عشان تأكل الفيران!". وأنهى الطبيب قصته القصيرة، وقال في تعليق آخر: "وزيرة الصحة تناشد الأطباء بهش القطط من المستشفيات.. والله لما نقدر نهش الضباع والسلعوة اللي في ديوان الوزارة هنبدأ في هش القطط، أو "ممكن نحمي القطط ونسرحلهم شعرهم، ونعمل كشك قدام المستشفى نبيع فيه القطط، وندخل الفلوس في الحصيلة الاقتصادية عشان الكلاب اللي في الوزارة تنهبه". لم تكن قصة الشوري، هي الوحيدة التي وجهت لوزيرة الصحة، بل انهالت الكثير من تعليقات الأطباء الساخرة والرسوم والفيديوهات التي توضح تواجد القطط في المستشفيات، بل استغلت الصحف الداعمة للإخوان تصريحات الوزيرة بالسخرية منها، حيث علقت صحيفة الشعب الجديد، التابعة لحزب الاستقلال، بالقول: "الفيروس قتل 24.. وحكومة الانقلاب تطالب ب"هش القطط" لمواجهة أنفلونزا الخنازير"، ونشرت الدكتورة عبير عادل فيديوهات من مستشفى حميات الزقازيق توضح انتشار القطط داخل مبنى المستشفى وداخل قسم العزل. وعلى أنغام رباعيات صلاح جاهين، كتبت الدكتورة مروة عبدالمنعم، بمستشفى الساحل التعليمي، رباعية تقول فيها: "ماما قالتله هش القطة وماتسبهاش نايمة.. رمي سماعته وقلع البالطو وراح جر شكلها.. راحت القطة والدة في سكنه لما قلق نومها.. وادي جزاء اللي يسمع كلمة ما لها لازمة"، فيما سخر الدكتور هاني مهني، بمستشفى دمياط، من الوزيرة، قائلًا: "حاولت أهش القطة النهاردة بصتلي من فوق لتحت وقالتلي روح أتشطر ع الوزارة يابو 19 جنيه بدل عدوى.. وإضراب يومين في الأسبوع"، ورفع الأطباء مطلب واحد ضد وزيرة الصحة، وهو "لا لهش القطط قبل الكادر"، وظهر كاريكاتير ساخر بعنوان "هش يا قطة"، تعليقًا على تصريحات الوزيرة، كما ظهر كاريكاتير آخر به قط في مستشفى "أبو جلمبو المركزي" يقف في استقبال قط آخر ويمليه التعليمات، قائلًا: "انزل على ميعاد الغدا.. عاملين النهاردة محشي بشوربة بلاستينا هيعجبك أوي". "تصريحات باهتة ليس لها قيمة كان يجب أن تتناول مشكلات الصحة بشكل أعمق وأكثر جدية لأن المنظومة تتهاوى وتتحول من سيء إلى أسوء بمعدلات سريعة.. ومطالب الأطباء لن تتوقف وسيتم التصعيد"، ذلك ما وجهه الدكتور أحمد شوشة عضو مجلس نقابة الأطباء، في تصريح ل"الوطن"، للدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة، مطالبًا إياها الاهتمام بالمنظومة الصحية والأطباء بدلًا من "هش القطط".