نريد أن نقف وقفة مع النفس ونفكر بكل هدوء، بدون أن ننساق وراء مجموعات أو وراء فكرة "المصالحة"، يجب أن نسأل أنفسنا أولًا، هل نحن كشعب نريد التصالح مع الإخوان أو أتباعهم؟.. أنا أعتقد أن هذه الفكرة مرفوضة من الأساس وغير قابلة للنقاش. ثانيًا: إذا من هذا التيار الذي يسوق لنا هذه الفكرة ويستخدم فيها شتى الوسائل والطرق، ويظهر في الصورة أشخاص كانت ساكنة وأصبحت فاعلة فجأة، وأشخاص ورموز أخرى كان لها تاريخ مشرف وتغير موقفها فجأة إلى النقيض وبدون أي سبب مقنع، ولا تجد أمامك إلا بضع مصطلحات مثل "الديمقراطية – حقوق الإنسان – لا لإقصاء أي فصيل من الحياة السياسية". لو فكرنا قليلًا سنجد أن من بدأ بالتسويق لهذه الفكرة من الأساس، هو من نفس هذا التيار، وانجرف وراءه بعض الأشخاص ولكن ببراءة تامة ودون قصد أو نية سيئة. ولكن ما أريد التركيز عليه هنا، أن هذا التيار لا يريد أو لا يهمه المصلحة العامة للوطن، ولكن همه فقط مصالح شخصية حتى لو سيكون هذا على حساب وطن بأكمله، فهو أداة تستعمل من الخارج لأننا كشفنا كل ما حدث من أمريكا وحلفاءها، وأنهم لا يريدون أن يخسروا كل شيء، وعلى أقل تقدير أن يشركوا التيار الإسلامي مرة أخرى في الحياة السياسية، ليكون لديهم ذراع داخل الوطن، كي يساعدهم في تحقيق مخطاطاتهم في مصر والدول العربية. إذا.. لماذا لا نقف كلنا ضد هذه الفكرة من الأساس، ورفضها رفضًا باتًا لا رجوع فيه، وأن يتبنى الإعلام هو أيضًا هذه الفكرة، لأن الإعلام أداة مهمة جدًا ويجب أن يعي أن رفض هذه الفكرة هي لصالح الوطن، وهي ما تساعدنا لأن نأخذ خطوات جادة وحازمة للأمام، وألا نعطيهم الفرصة لتعطيلنا في صناعة مستقبل هذه الأمة.. وأرجو أن لا تحدثونا بمثالية زائفة لا تتسق مع الوضع الأمني للبلاد، لن تقبله أو توافق عليه أي بلد تريد الحفاظ على أمنها وسلامة أبناءها.. وسأناقش هذه الفكرة أو هذه الحملة لمن هو متردد ولم يحزم أمره بعد. فكروا معي هل نقبل بأن نشرك الإخوان أو كل من يتبنون هذه الأفكار في الجيش المصري أو الأمن المصري؟ هل نقبل بمن يتخابرون ويستقوون بالخارج بل ويطالبوهم أيضًا بمحاربة جيشنا وغزو بلدنا، بأن يكونوا جزءًا من الجيش المصري ليكونوا أول من يخونوا الوطن؟ هم تعاقدوا مع الخارج ووعدوهم بجزء من هذا الوطن، فما بالك عندما تكون لديهم مناصب حساسة داخل الجيش المصري.. جيشنا إلى الآن جزء واحد وغير مفتت، لكن لو هم اخترقوه ووجدوا الفرصة لذلك لأصبحنا مثل سوريا. لو رفضت هذه الفكرة، فهذا معناه أنك لا تأمن لهم، إذا فكيف يتم التصالح مع أشخاص لا يعرفوا غير الغدر؟ ولماذا يكون التصالح مع من لم يجرم منهم مشروط بالمشاركة السياسية؟ بأي حق؟ من أنت لتفرض علي هذا النوع من التصالح؟ نحن لم نوافق أساسًا على فكرة التصالح لتشترط علينا وتجبرنا بأن التصالح معناه أو مشروط بأن نشركهم معنا في الحياة السياسية؟. هل نبدو لكم شعبًا غير واع؟ هل نبدو لكم بأننا لا نتعلم من أخطاء الماضي ونريد أن نشرك معنا جماعة عندما تختلف معها تكفرنا وتهدد بحرق البلد؟ أو نحن في نظركم شعبًا متخلفًا وسيبتلع الطعم مرة أخرى؟ أو أنكم تنظروا لنا نظرة دونية وأنتم أسياد هذا الكون؟. أرجو مننا كشعب نثبت للعالم كله من هو العظيم ومن هو الخسيس، وألا نعطي مجالًا لمثل هذه المصالحة المزيفة المبطنة بقنبلة موقوتة لحرق هذه البلد، ووقتها سيكون تركيزهم على جيشنا وكيف يمحوه لكي لا يتكرر هذا مره أخرى، فهم سوف ينتقموا أشد انتقام من هذا الشعب والجيش والأزهر والكنيسة، وكل مؤسسات البلد.. أرجو الانتباه والحذر. وسأعطيكم مثالًا آخرًا.. عندما يكون لدينا سفاح، عذب وقتل ومثل بالجثث، ثم قبض على هذا السفاح، وعندما استجوبوه وجدوا عنده لا مبالاة وعدم إحساس بالذنب وندم، ولو تركوه سيكرر ما فعله مرارًا وتكرارًا.. هل مثل هذا الشخص صالح بأن يندمج في المجتمع مره أخرى؟ فهو مدمر داخليًا، ولا يوجد ما يقدمه إلا التدمير والقتل، وليس لديه انتماء لأي شيء، وكل شيء مستباح عنده. فأرجوكم كل شيء واضح، فالمرضى لا يصلح بأن يشتركوا معنا في الحياة السياسية أو سن القوانين، وإلا ما هو الفرق بين من يصلح أو لا يصلح؟ لا بد من الانتقاء ويكون على أساس الإخلاص لهذا الوطن، ومستعد بأن يضحي بعمره من أجله لا أن يضحي بهذا الوطن من أجل مصالحه الشخصية. وأرجو أن نستوعب جيدًا أننا نحارب فكرًا وأيدلوجيةً معينةً، حتى لو لم يفعل شيء بيديه، فهذا الفكر هو المحرك الأساسي لكل شيء، وأنه مباح له استغلال كل الأشخاص من أجل تنفيذ مخططه باستغلال كل من "الفقراء والبلطجية وإنشاء ميلشيات مسلحة وكل الأساليب غير الأخلاقية التي لا تمت للدين بأي صلة". وسأنهي حواري هذا بسؤال، لا أجد له إجابة منطقية.. ما الغرض أو الفائدة وراء إنشاء جماعات من هذا القبيل داخل الوطن أو إعادة إنشاءها مرة أخرى؟.