لم يطلب الرئيس المخلوع مبارك عفوا من الشعب المصري رغم ماارتكب في حقه من جرائم بشعة لا تعد ولا تحصي بل لم ولن يعتذر أو حتي يعترف بجرائمه. مبارك وكما يؤكد المتخصصون والخبراء في مجالات عديدة من السياسة الي الطب النفسي هو القرفان من الشعب ومازال كما هو متعاليا ومتكبرا ومتغطرسا. إنه وهو قيد الحبس والحساب يتابعنا ويتفرج علينا وكأنه مازال رئيسا شرعيا.. يحاول ازاحته عن عرشه الشرعي حفنة من الهمج والغوغاء.ورغم ذلك تنطلق دعوات تطالب بعدم محاكمته وتهاجم مهاجميه وتصل الأمور إلي حد هجوم مؤيديه ببجاحة مذهلة علي أسر ضحايا وشهداء الثورة التي أزاحت آخر الفراعنة المتكبرين. طبعا يبدو الأمر عجيبا ويستحق أن أهرول إلي الشيخ فرحات المنجي من كبار علماء الأزهر الشريف لأخذ الرأي الشرعي في ذلك. ثم لأسأله بعد ذلك عما لا يعجبه في الأداء الثوري وعن الرأي الشرعي في الحج بينما الاقتصاد المصري يعاني أزمة طاحنة ولا يفوتني في النهاية أن أسأل الشيخ عن انتمائه السياسي أو الحزبي وأمور أخري متفرقة.. * بداية هل يجوز شرعا أن يقال لا لمحاكمته؟ ** كلا هذا لا يجوز. * المدافعون عن الرئيس المخلوع يؤكدون أنه كان حاكما ممتازا وعادلا لكن رجاله هم المتجاوزون يعني( كأنما دون علمه) أو حتي رغم إرادته ارتكبوا الجرائم التي يحاسب هو عليها. فإذا ماافترضنا صحة حجتهم تكون محاكمته غير جائزة شرعا؟ ** إن الشرع يحاكم المتبوع أو السيد عن جريمة تابعه. فإذا لم يكن الحاكم قادرا علي القيادة وإعطاء كل ذي حق حقه يجب عليه أن يترك المكان لغيره طالما أنه يعلم أنه غير قادر علي إقامة العدل الذي هو ميزان الله في الأرض. الحاكم الآن لديه من يخدمونه في كل شيء حتي أن هناك من يلبسه نعليه ورغم ذلك لا يلتفت إلا لمصالحه الخاصة ومن سيربحه وإلي بطانة السوء وهو مسئول عن هؤلاء جميعا وهم جميعا سيحاسبون أمام الله وهم الآن يحاسبون في الدنيا والكل يدعو والكل ضجر ويكفي هذا يكفينا معيشة الذل التي هم فيها.. لا أقول هذا شماته لأنني لا أعرفهم ولم أجالسهم لكنني قرأت كثيرا عن سيرهم قبل الثورة. * مامعني الشماتة التي نهي الإسلام عنها؟ وهل المطالبة بمحاكمة مبارك والفرح بعدل الله أو بغضه فيه يعد من الشماتة المحرمة شرعا؟ وبالمثل هل من الحرام أن أفرح بوقوع سفاح تحت طائلة القانون؟ ** لا.. افرح لأن ربنا أعان الحاكم علي الحق. وعندما تري شخصا كان يفعل المكروه ثم وقع فيه وصار في موقف صعب ولا يحسد عليه.. فبدلا من أن تقول انه يستحق تقول إننا لا نشمت فيه لكنك تكون سعيدا طبعا بمحاكمته ومحاسبته. * ونتحدث عن فساده أم لا؟ ** نعم ولكن ماتعلمه علم اليقين فقط هو ماتذكره. * هناك من يطالبون بالعفو عنه ونسيان مافات ويزيدون من يعفو هو الإنسان حقا.. ** إذا كنت صاحب الحق فلي أن أعفو إن شئت أما إذا كان الحق للجميع فليس لي الحق في العفو وإنما لابد أن يأتي من الجميع. وفي حالتنا هذه: كلنا أصابنا الضرر وكلنا أصحاب حق وليس فقط من استشهدوا أو جرحوا أو أصيبوا بعاهات أثناء الثورة لأن الذين كانوا يحكموننا نهبوا ثروات البلد وأفسدوا فيها ونشروا الأمراض والبطالة والتخلف. ولابد أن يحاكم مبارك علي هذه الجرائم وإذا برأه القاضي لعدم ثبوت الجرائم عليه.. خلاص.. ماذا نقول؟ * من أشد أسباب التعاطف مع مبارك وحجج المدافعين عنه أنه عجوز مريض والعفو عنه واجب: فهل في الشرع عفو كهذا؟ ** وهل كان هو قبل الاطاحة به يعفو عن أحد أو لم يكن ظالما وناهبا؟ الآن فقط يقال هذا الكلام والله العظيم لو لم يقبض عليه ورقد هكذا رغما عنه لكنت وجدته كل يوم في بلد. * في دفاعهم عن مبارك يطالبون بذكر فضائله الكبري علينا( بلدا وشعبا) مثل الانتصار العظيم في حرب أكتوبر1973 والمشروعات الكبري والأمان والاستقرار الذي وفره لنا طوال عهده وهم يعتقدون أن ذلك يكفي لعدم محاسبته ماذا يقول الشرع في ذلك حتي لو لم يكن زيفا؟ ** من يقول هذا الكلام كمن يتكيء علي عكاز مخوخ ولو استندوا إليه قليلا سيقع لا معني لهذا الكلام. * وآخر مانسوقه من أقوالهم: انه رمز مصر ومن العيب أن نفعل ذلك به! ** لا هذا ليس عيبا سيدنا عمر رضي الله عنه كان يقول لأصحابه لو رأيتم في اعوجاجا فقوموه فيقولون له والله ياعمر لو وجدنا فيك عيبا لقومناك بسيوفنا وذلك عندما كان عمر أميرا للمؤمنين. * ما أهم ماتود أن تقوله للثوار الآن؟ ** أحب أن أقول لأبنائي كفاكم خروجا وتعطيلا للأعمال وكفاكم جمعا قد أذهبت رونق مافعلتموه وأنتم حتي الآن لا يجتمع العشرة منكم علي قرار واحد ماذا تريدون؟ أقسم لكم انكم لا تعرفون ماتريدون. هل أنتم جميعا تريدون مايريده الآخرون؟ لا والله بل هذا يريد وهذا يريد وكل شخص يريد شيئا يخرج للتظاهر.. حتي الذي يريد أن ينقل ابنه مع ابنته في مدرسة واحدة يتظاهر ويريد أن يحرق نفسه! ماهذا؟! إن مصر لا تستحق من الجميع هذا. أنتم أديتم واجبكم وعرضتم طلباتكم اتركوا الناس يعملون ولعل الله يوفقهم إلي إجابة طلباتكم أو إجابة العادل منها. * لكن الثوار الأصليين يعودون إلي ميادين التحرير في محاولات للضغط علي المسئولين لتنفيذ مطالب الثورة أو الاسراع في تنفيذها وهم يحملون تخوفا وربما فقدا للثقة لأسباب مثل البطء والتسويف تجاه قضايا خطيرة.. ** كل من خرج يحسب نفسه قاضيا ووزيرا للعدل وللداخلية ورئيسا ويعتقد أنه حينما قام بالثورة صار المسئول عن البلد ويتكلم بإسم البلد.. أقول له: لا.. تمهل.. المدة قصيرة وأنتم تستكثرونها.. إنني أسمع وأري علي التليفزيون أحيانا جهابذة من السياسيين وأصحاب الفكر والرأي.. والله لايتفقون علي رأي واحد أبدا هذا يريد الدستور أولا وهذا يريد الانتخابات أولا وهذا يريد إلغاء مجلس الشوري.. وهذا يريدها دينية وهذا يريدها ليبرالية وهذا يريدها علمانية وهكذا فأي الآراء نأخذ؟ * ولمن يجب أن تكون كلمة الفصل؟ ** تكون هنا لجماعة من العقلاء يجتمعون ويتفقون ويقررون ثم بعد ذلك من يريد أن يضرب رأسه في الحائط فليضربها لأن العقلاء سيقولون مايفيد الوطن أما إذا تتبعنا كل واحد ورأيه والله ماوصلنا إلي شيء. لقد قالوا لهؤلاء الذين يخرجون كل يوم اجعلوا منكم فريقا أو حزبا أو حزبين.. وليكن تحت أي مسمي ويتكلم باسمكم لكننا نري أكثر من مائة حزب لا يوجد في العالم مثل هذا التشرذم حتي في أكثر الدول تفككا وفي المظاهرات والاعتصامات تري العجائب مثل طلاب الثانوي الذين لا يريدون المدرس الفلاني فيعلنون إضرابا. * تغيظك مثلنا المبالغات اللامعقولة في بعض المظاهرات الفئوية؟ ** وهؤلاء الذين خرجوا يهتفون ويزمجرون كأنهم سيفتحون مصر من جديد.. والذين رحبوا برئيس الوزراء التركي أردوغان وقالوا إنهم يريدون أن تكون مصر ولاية إسلامية.. ماهؤلاء ومالذي يفعلونه؟! * كل هؤلاء ليسوا من قام بالثورة! ** لم يقوموا بالثورة بل ألبسوها وهناك من يتم تجهيزه الآن.. ولا تعرف أهو من الإخوان أم من الليبراليين أم من أي فئة.. هو يجهز ليكو ن مائعا بين الجميع.. وتجد من يطالب بمليونية لمليون لحية ومليونية لمليون منقبة.. كنت أظنهم سيطالبون بمليون ساعة عمل إضافية أو مليونية لتنظيف مليون شارع علي مستوي الجمهورية أو حملة لتشغيل مليون عاطل فإذا بهم يطالبون بزيادة بعض الشعيرات وينادون بالنقاب.. ربما لأن فيهم من لديه محل لبيع هذه الملابس أو لمنافع شخصية والمصيبة أنهم رفعوا علم الدولة التي تغذيهم. * وماالرأي الشرعي في ذلك؟ ** هذا لا يجوز أبدا لأنهم يفرضون مالم يفرض الله.. ربنا لم يفرض علينا النقاب ولا اللحية. * قلت إن هناك من يتم تجهيزه.. هلا أخبرتنا بمن تقصد ولأي شيء يتم تجهيزه؟ ** كان يوجد بعض الدعاة فأزيحوا ولم يبق إلا صفوت حجازي وهو يريد أن يكون شيئا وهم يريدون له ذلك أو هم وعدوه بذلك.. وآهو واقف في وسطهم وخلاص. وهذا ليس كلاما مرسلا فمثلا عصمت السادات المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية قال في بعض الجرائد إنهم يجهزون صفوت حجازي ليكون أحمد عز الجديد.. * ماذا تقول للذين يظهرون الرعب لمجرد احتمال وصول إسلاميين للحكم؟ ** الدولة الدينية ليس معناها قطع يد السارق فورا أو الرجم في الزنا هذا جزء واحد من الشريعة وهو جزء الحدود وهو لا يتعدي عشرة بالمائة من أبواب الفقه أما باقي الشريعة فتشمل الفرائض والمعاملات بين الناس وكل شئون المسلم في حياته كلها وحتي يذهب إلي قبره. ولكنهم يسلطون الأضواء كلها علي ذلك الجزء الضئيل من الحدود لكن مادامت الدولة تقوم علي أساس لا يخالف الدين الإسلامي ولم تقنن قانونا يخالف الدين الاسلامي فلا بأس. * هل يجوز أن يكون حاكم مصر مسيحيا؟ ** هذا من الأمور التي نفترضها مع انها من دروب الخيال لأن لو أن كل الاخوة المسيحيين انتخبوا شخصا واحدا والمسلمون انتخبوا آخر مسلما لحصل المسلم علي85%.. ونعم أوافق إذا اختير ولو ان مثل هذه الأسئلة من الأفضل ألا نذكرها لأنها تطرح لإثارة القلاقل. * ما رأيك في الصراعات بين التيارات الدينية وظهور النجم السلفي علي الساحة؟ ** أقولها بصدق كرجل مسن بلغ من العمر أرذله وأنتظر اللحاق بربي في أي لحظة.. أقول الصدق ولا أماري ولا أجامل أن ما يفعل ليس من مصلحة الإسلام بل بالعكس, وأكاد اجزم إن هناك أشياء مدفوعة الأجر من الخارج خاصة لهذه التيارات الإسلامية.. لان في الخارج يعتقدون أن هؤلاء هم الذين سيعتلون كراسي الحكم.. فأقول لهم رفقا بالإسلام والمسلمين فالقوة الإسلامية ليس معناها أن تظهر بعض الطوائف قوتها وتزمجر في الميدان وفي كل مكان في مصر حتي تعلن عن قوتها وأخري تفعل نفس الشيء ومنابر هنا ومنابر هناك.. وهذا يتهم ذلك وغير ذلك.. فهذا بعيد عن الإسلام.. ولذا فأنا أتساءل هل كانت مصر قبل ذلك ملحدة وأنتم الذين ستطهرونها.. ماذا تريدون؟! هل مصر لم يكن بها علماء ليعظوا الناس وليبينوا لهم الحلال من الحرام؟! هناك في الأزهر أساتذتكم وأساتذة أساتذتكم هم الذين ذهبوا إلي البلاد التي جئتم منها وعلموهم العلم وكل شيء واتحدي أن يكون واحد منهم دخل الأزهر بقدمه إلا إذا كان للصلاة مرة أو مرتين في حياته.. فلتتقوا الله وعودوا إلي رشدكم. * وهل تريد أن توجه لهم رسالة؟ ** بالطبع أريد أن اسألهم أين كنتم في العهد البائد هل شعرتم أنكم مسلمون الآن لذا خرجتم تقولون كلمتكم بعد أن صارت العملية سهلة ميسورة أمامكم هل شعرتم إنكم مسلمون حقا ارجو أن تجيبوني. إذا كنتم تخافون في السابق فانتم لستم علي حق لأن الذي علي الحق لا يخشي في الله لومة لائم بل يكون صوته عاليا ومرتفعا أما ما نشاهده الآن بواحد يقف في ميدان التحرير ليطلب مليون ملتح ومنتقبة.. فهل هذا هو الإسلام كان الأولي والأجدر به أن يطالب بمليون ساعة عمل زائدة لصالح الوطن وبالمجان بهذا يرتفع الوطن وليس بلحية طويلة ولا بأمرأة منتقبة أبدا ولكن يرتفع بالعمل الصالح الذي أوصي الله سبحانه وتعالي به. * أيهما تؤيد مدنية الدولة أم اسلاميتها؟ ** أولا وقبل كل شيء لا وجود للدولة الإسلامية أصلا وأتحدي أي واحد ممن يريد دولة إسلامية أن يقول لي ما هي خصائص الدول المدنية التي يعترض عليها فهل يعلم من ينادي بدولة إسلامية أن حاكمها له الحكم المطلق والخروج عليه كفر وان أوامره مطاعة ودساتيره تأتي بعد القرآن والسنة.. فهل تعلم هذا يا من تنادي وتتشدق بهذا. * إذا أنت مع الدولة المدنية؟ ** نعم ويجب أن يعي الجميع انه لا يوجد أبدا هذا النظام في أي من بلاد المسلمين كما أن الحكام المسلمين كلهم كانوا في البلاد ما فعلوا هذا بل عاشوا جميعا وكانوا يدا واحدة المسلم وغير المسلم.. وإذا قلت دولة إسلامية فإخواننا الأقباط الذين نعزهم لأنهم جيران وإخوة لنا ومعنا في كل مجال ماذا سيكون موقفهم تجاه ما تنادي به التيارات الإسلامية هل سيقومون هم أيضا برفع الصليب ويطالبون بدولة مسيحية.. لذا أقول لهم احذروا هذا فإنها دولة مدنية لا خومينية. * وما ردك علي المطالبين بالدولة الإسلامية؟ ** أقول لهم انكم تمهدون الأرض لنعود إلي عصور الظلام ولا نريد أن نعود إلي الحاكم المطلق الذي يتصرف في الأشياء كأنه خليفة الله في الأرض احذروا هذا واعلموا أن المدنية لم تكن علي الإطلاق دولة إسلامية بالمعني الذي تريدون بل كانت دولة فيها اليهود والنصاري والمسلمون يعيشون جميعا علي قدم المساواة وكانت الاحكام التي تصدر علي الجميع دون استثناء ولا شيء في هذا لذا أرجو أن يعود الناس إلي رشدهم.. فالدولة المدنية تسع الجميع أما الدولة الإسلامية فلن تسع إلا من ينادي بها فقط. * الانفلات الأمني كيف تراه واتجاه بعض التيارات الدينية لاقامة الحدود الشرعية في بعض المناطق؟ ** أولا الأمن أريد به هكذا منذ تنحية الرئيس السابق وهوأن يتركوا البلاد لعل الأمور يسقط بعضها بعضا ولكن الله قد حفظ مصر بهذا الجيش العظيم الذي تنبأ به المصطفي صلي الله عليه وسلم وقال عنه أنهم خير أجناد الأرض وان أهلها في رباط إلي يوم القيامة وما يؤكد ذلك مقولة عمرو بن العاص رضي الله عنه عندما أرسل له الخليفة الفاروق خطابا عام المجاعة يقول فيه أنت تثمن وتبيض أنت وجنودك ومن معك وأبناء المسلمين هنا يموتون جوعا فأرسل ابن العاص إلي الخليفة المدد وقال له يا أمير المؤمنين لقد أرسلت مددا أوله عندك وآخره عندي وما نقص ذلك من ملك مصر شيئا, وهذا يدل علي أن مصر بلد الخير والإيمان والأمن وان شاء الله بقوة رجالها ستعود مرة أخري. * هل نجحت مخططات اختراق مصر فكريا ومذهبيا؟ ** لم ولن تنجح أبدا في ذلك مطلقا ولن يحدث أي اختراق في المستقبل رغم المحاولات المستميتة من قبل بعض الفرق والمذاهب وخاصة المذهب الشيعي الذي درس علي يد أساتذة أتوا بهم من ايران ليعلموا المصريين ولكن الله غالب علي أمره حيث قام الطلاب الذين درسوا هذا المذهب بعد تخرجهم بتدريس المذهب السني مما يعد مفارقة عجيبة وأنا أقول هذا لأدلل وأبرهن أن الله سبحانه وتعالي ما أراد بمصر إلا خيرا فمهما كان هناك من انفلات أمني فان مصر محمية برجالها وقت الشدة.. منوها بأن الأمن بدأ يسترد عافيته شيئا فشيئا وذلك لحركة التطهير التي حدثت في هذا الجهاز. * ما تعليقكم علي واقعة اقامة حد الحرابة علي شخص بدسوق؟ ** ما قام به أهالي دسوق ليس إعلانا لاقامة الحدود الشرعية فيما عرف بحد الحرابة والتمثيل بالجثة يمكن وصفه بأن الأهالي استكثر عليهم أن يقوم واحد منهم بترويعهم وتهديد حياتهم ليسلبهم حقوقهم ولما ضاقت بهم السبل أرادوا الفتك به ففتكوا ولم يكن هناك اتفاق علي هذا الأمر بل هو أتي وليد الساعة حيث ضربه واحد فأتي الثاني يضرب والثالث وانتهي أمره ولم يكونوا من الجماعات الإسلامية. * ما رأيك في قيام الجماعات الإسلامية بحصر البلطجية في كل محافظة وإرسالها إلي قيادة الجماعة؟ ** أرفض ذلك ولكن الأفضل منه أن يرسلوا هذه الكشوف إلي الجهات المسئولة في الدولة وهي أجهزة الأمن وليس إلي أمرائهم لان الدولة دولة مؤسسات. * هل مصر مستعدة لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية؟ ** لا.. فالأحكام الشرعية أعلنت في عدة دول قبل ذلك وفشل الأمر فضلا عن أن مصر غير مستعدة حاليا لتطبيقها فقد طبقت الأحكام في السودان والصومال ونيجيريا وفشلت لأنها لم تأت من أسفل الهرم وهو الشعب.. فلابد أن يتربي الشعب أولا تربية إسلامية صحيحة وان ينشأ معهم هذا الفكر أولا بأول إلي أن نصل إلي المستوي المطلوب لتطبيق الأحكام لأن التطبيق يمكن أن يبدأ حينما يحصل كل مواطن علي حقه كاملا في كل من حياة كريمة وفرصة عمل مناسبة ومسكن بحيث لا يكون هناك عذر لأحد وبعد ذلك أطبق الأحكام الشرعية ولا ننسي أن الفاروق عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أوقف حد السرقة عندما جاع الناس وكثرت السرقة. * كيف تفسر تراجع دور علماء الأزهر وبزوغ نجم مشايخ السلفية في حل الخلافات التي تحدث حاليا علي الساحة؟ ** أولا مشايخ الأزهر لم يتراجع دورهم فهم موجودون منذ أكثر من ألف عام علي الساحة ولم يختفوا في يوم من الأيام أما عن مشايخ السلفية هؤلاء فلم يظهروا إلا منذ بضعة شهور لأنهم ومشايخهم أريد لهم أن يكون لهم صوت مسموع وهكذا أملي عليهم من البلاد التي أغرقتهم بالأموال لنشر مذهبهم في مصر عبر القنوات الفضائية لايمانهم بأن أخطر استعمار هو الاستعمار الفكري. فبعض دعاة المذهب لا يفهمون شيئا غير آراء مشايخهم الذين تعلموا عنهم مثل ابن باز وبن العثيمين وابن القيم وابن راشد وهذا ما حدث معي في احدي جلساتي مع احدهم الذي ذكر آراء المشايخ السابقين في مسألة فقهية وترك آراء علماء المذاهب الأربعة وهو ما يؤكد خطورة هذا الغزو الفكري. * هل ظهرت آثار هذا الفكر علي المجتمع المصري؟ ** نعم بدأ يؤثر فعدد الملتحين والمنتقبات الآن أكثر وأكثر من أي وقت سابق فاليوم تجد الملامح تظهر في كل مكان مع أنك كنت تعد لكل مائة أو ألف لتجد رجلا ملتحيا أما الآن فكل من عاش وعمل في هذه الدول وعاد إلي مصر لينشر هذا الفكر. مؤكدا أن اللحية والنقاب ليسا هما عنوان الإسلام. * وأخيرا ما رأيك في وثيقة الأزهر التي تحفظت عليها التيارات الدينية؟ ** مادامت الوثيقة صادرة عن الأزهر فقد محصها علماء لا نزكي علي الله أحدا فهم عالمون عاملون ولا جدال معهم في هذا الأمر لأنهم اجتمعوا علي رأي واحد فلا يجوز لمدع أن يخرج عن التوافق الذي أحدثته الوثيقة. * وهل يجوز شرعا أن يكون رئيسنا امرأة؟ ** هذه ولاية كبري لا تجوز للمرأة. * في الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها مصر الآن, ماذا يقول الشرع في الحج( المتكرر بالذات) أو العمرة والحج السياحي خاصة حينما نقرأ أرقاما تقول أن حجاجا ينفقون سنويا ما يقترب من المليار جنيه أو يتجاوزه بما في ذلك الهدايا التي أغلبها مستورد من بلاد أجنبية؟! ** من حج مرة فقد أدي العمرة مع فريضة الحج, وإن حج مرة واعتمر مرة فلا بأس. أما الكلام والقولان فهو فيمن اعتادوا علي الذهاب للحج كل عام, مرة وللعمرة مرة, أو يحجون كل عامين مثلا, ويفتخرون بذلك.. طلبتني امرأة في برنامج تليفزيوني لتسأل عن أحد أمور الدين.. وقالت وسط الكلام أنا أعرف ربنا كويس.. أنا اعتمرت15 مرة وكأنها بذلك صارت من الفقهاء! قلت لها:15 مرة.. يعني أنت معتادة علي الإقامة بفندق كذا وتعرفين فلان وفلانة وتذهبي لزيارتهم وتقضين هناك أوقاتا طويلة في شراء الهدايا لنفسك ولغيرك, ثم لما ترجعين تفرحين بقولهم الحاجة راحت.. والحاجة رجعت.. هكذا لا يكون الحج حجا وإنما سياحة. أنا أكلمها وهي تحاول أن تجادل فسألتها: إذا صليت الظهر وأتممت صلاتك بخشوع وعلي الوجه الأكمل فهل تعيدين صلاتك مرة أخري؟ ** قالت: لا * فقلت: وكذلك الحج فلماذا نظل رايحين جايين هكذا؟ ولو أن الحاج أو المعتمر, للمرة الثانية أو أكثر, أخذ المال الذي خصصه للحج وتبرع به للفقراء أو أعطاه لجمعية تعني بشئون الفقراء, وبالذات في القري والنجوع حيث كثيرون لا يجدون المأوي والطعام والشراب, أو أقام مشروعا أو مصنعا يعمل فيه الناس ويرتزقون: لكان ثواب ذلك عند الله أكبر, لأنه بذلك قد يفيد الآلاف بينما كان يريد إفادة نفسه فقط بالحج أو العمرة. * نسمع البعض يردد أن الجمعة حج الفقراء فهل هذا حديث شريف؟ ** لا لم أسمع هذا الحديث أبدا. * أخيرا هل لك أي انتماء سياسي أو حزبي؟ ** نعم أنا عضو بحزب الوفد ولذلك حكاية وأصل, لأن قدامي وكبار الوفديين مثل الأخوين عبدالعزيز وإبراهيم البدراوي كانوا من بلدي المنصورة وكانوا يزورون جدي. هذا جعلني أشعر بشيء من الألفة نحوهم. لكنني لم أدخل مقر حزب الوقد, إلا حينما أتي الدكتور السيد البدوي, لأنني شعرت بأنه رجل ممتاز له باع طويل ويريد أن ينهض بالحزب, كما أنه دمث الخلق, ويتحدث بطلاقة وبطريقة علمية جميلة. وهكذا رأيته عندما كان في مناظرة مع رئيس الحزب السابق فقلت بهذه الأخلاق يكون هذا الحزب أحسن من غيره.