أصدر وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف منذ قليل، بيانا مصورا أعلن فيه عزل الرئيس السوداني عمر البشير، إثر احتجاجات شعبية عارمة خلال الأشهر الماضية، إلا أنّ بيان الجيش لم يلق قبولا لدى قيادات بالمحتجين. من جهته، قال بكري عبدالعزيز عضو تنسيقية الثورة السودانية، في اتصال هاتفي ل"الوطن"، إنّ "بيان الجيش مرفوض، لأنّ وزير الدفاع بن عوف ذات وقت كان يدعو لقتل المعتصمين". وأضاف عبدالعزيز: "البيان قراءته بالنسبة لنا أنّه استمرار لنظام عمر البشير، ونحن متمسكون بالشارع والاعتصامات، نحن نرفض وجود بن عوف كونه أحد وجوه النظام القديم، ونطالب الجماهير للخروج إلى الشارع في تظاهرات سلمية حتى تتحقق مطالب الثورة، بالتغيير الكامل والتمسك بالحكم المدني". وقال الناشط السوداني: "إنّنا في تيار تنسيقية الثورة نرفض جر مسار الثورة إلى اتجاه غير الذي أعلناه، والمتمثل في إسقاط النظام وإقامة حكومة مدنية انتقالية". وأضاف عبدالعزيز: "أدعو المواطنين إلى عدم ترك ميادين الثورة، حتى تلبي مطالب الثورة السودانية بالكامل، مطالب الثورة بصفة عامة إسقاط النظام، وإقامة نظام حكم مدني، ونحن في تنسيقية الثورة سنضغط مع الشعب السوداني في اتجاه هذه المطالب". من جهتها، قالت الناشطة السودانية أميمة أحمد إحدى قادة الاحتجاجات في السودان، إنّ زمن عمر البشير ولى وانتهى، لكن بيان الجيش جاء صادما بالنسبة لنا ومرفوض. وأضافت أميمة، في اتصال هاتفي ل"الوطن"، أنّ "رحيل البشير ووضعه قيد الإقامة الجبرية لحظة تاريخية بالسنبة للسودانيين، لكن بن عوف هو استمرار لنظام البشير وهو أحد نوابه، نحن نرفض أي وجود لوزير الدفاع الحالي في المرحلة الانتقالية، كما نتمسك بنظام حكم مدني". وطالبت الناشطة السودانية المواطنين بالتوافد إلى الميادين، واستمرار الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش، حتى إخراج وزير الدفاع من المشهد، وتحقيق كل مطالب الثورة. وقال علي عبداللطيف القائد الميداني باحتجاجات السودان، في اتصال هاتفي ل"الوطن"، إنّ "المجحتجين يرفضون تولي قائد الجيش السوداني الفريق عوض بن عوف الحكم كمرحلة انتقالية، لأنّه استمرار لنظام الإخوان ولنظام عمر البشير الإخواني الذي لاقينا منه الكثير". وأضاف: "المحتجون لن يغادروا الميادين والشوارع، حتى تسليم الحكم إلى نظام مدني". من جهته، قال عضو المكتب الإعلامي لتنسيقية الثورة السودانية المعز مضوي، في اتصال هاتفي ل"الوطن"، إنّ "الحراك في الشارع السوداني لديه مقترح بإقامة مجلس حكم انتقالي مدني، بدعم من الجيش، لكن من غير المقبول بالنسبة لنا أنّ يستمر وجود الجيش في السلطة"، وأضاف: "المشهد الآن أنّ حقبة البشير انتهت، وما قمنا به هو ثورة كاملة ضد النظام القائم". وأعلنت القوات المسلحة السوادنية اليوم، اقتلاع رأس النظام والتحفظ عليه، وإغلاق المجال الجوي 24 ساعة، وإغلاق المعابر الحدودية حتى إشعار آخر، وتعطيل العمل بالدستور، وحل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية، وحل مجلس الوزراء، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة شؤون البلاد لمدة عامين. وداهمت مجموعة من الجنود السودانيين، صباح اليوم، مركز الحركة الإسلامية المرتبطة بحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم برئاسة عمر البشير، في الخرطوم، حسبما أفاد شهود، لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس". ودعا منظمو التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير السودانيين للتوجه إلى مكان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش. ولم تُقدّم وسائل الإعلام الرسميّة السودانيّة تفاصيل عن مضمون الإعلان، وبدأت ببثّ أناشيد وطنيّة. وناشد تجمّع المهنيين السودانيين في بيان، المواطنين بالعاصمة والأقاليم التوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات، راجيا الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بيانه التالي اليوم.
