معرض الكتاب: الرواية تكسب.. ولا عزاء ل«العلم والفكر»

«القعيد»: «الشعب شاف كتير فى الفترة اللى فاتت فطبيعى يميل للرواية» وأحمد عبدالعليم: تخلق للقارئ متنفساً جديداً بعيداً عن الواقع الخانق

لم يؤثر اشتعال الساحة السياسية المصرية وما شهدته من أحداث ساخنة خلال الفترة الأخيرة على إقبال الشباب على معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال45، كمشهد غير جديد بعد مرور ثلاث سنوات على بداية ثورة 25 يناير، ولكن المفارقة كانت فى الإقبال على شراء الأعمال الروائية على حساب الكتب الفكرية والعلمية، مما جعل الكتب التى تعتمد فى مادتها القصصية هى بطل المعرض هذا العام بلا منازع أمام كتب الفكر والسياسة.
الكاتب أحمد عبدالعليم، أحد المشاركين بمعرض الكتاب هذا العام برواية «عبقرية الشر»، أرجع الإقبال من قِبل زوار المعرض على الكتب الروائية على حساب الكتب العلمية، إلى الأوضاع السياسية التى تشهدها البلاد خلال الآونة الأخيرة وما تسببه من ضغط له، فالقارئ المصرى يجد فى الروايات حياة جديدة مختلفة تخلق له متنفساً بعيداً عن واقع خانق ملىء بالضغوط، بل على وشك الانفجار. ويؤكد «عبدالعليم» أن ظاهرة الإقبال على شراء الكتب الروائية والقصصية ليست وليدة هذا العام وحده، ولكنها وليدة أعوام سابقة دُفع إليها القارئ بسبب ما شهدته البلاد من موجات ثورية، مما جعل القارئ -خصوصاً جيل الشباب- يميل إلى الكتب القصصية أكثر من غيرها التى تتطلب منه التفكير، خصوصاً أن الكتب العملية تشبه إلى حد كبير المواد التعليمية التى يتم تناولها فى المدارس والجامعات، حتى إن اختلفت الموضوعات: «الأهم أن هناك إقبالاً على شراء الكتب، وهذا يؤكد أن هناك ثمة جيلاً يقرأ». «نحن دائماً نكتب لجمهور لا نعرفه، ولا نعرف ما يميل إليه»، هذا ما أكده الأديب والروائى، يوسف القعيد، الذى يرى أنه من السابق لأوانه التنبؤ بنوعية الكتب التى حصلت على أعلى نسب إقبال، مع ذلك -حسب القعيد- تم رصد بعض نسب المبيعات التى تؤكد أن كتب الروايات أقبل على شرائها الغالبية العظمى من زائرى المعرض، مقارنةً بغيرها من الكتب الأخرى. وأكد «القعيد» أننا نعيش عصر الرواية بعد تراجع كتب الشعر وكتب القصص القصيرة، لأن القارئ المصرى يجد فى الروايات هروباً من الواقع الحالى «الشعب شاف كتير الفترة اللى فاتت، فطبيعى يميل إلى كتب الروايات»، مستكملاً: «نسبة حضور الشباب والمرأة كانت أكبر فى المعرض ويمكن ده السبب فى الإقبال على كتب الرواية، فهم أفضل جمهور لها».