"حلمنا هيضيع"، عبارة قالها بغضب وإحباط شديدين خلال حديثه إلى "الوطن" قبل عامين، في مارس 2017، "عبدالرحمن" كان يخشى عدم اللحاق بالبطولات الدولية في لعبة المصارعة الرومانية التي اختارها منذ صغره، فبعد عدة ألقاب حققها على المستوى المحلي، منها الفوز ببطولة الجمهورية ثلاث مرات، كانت العديد من العوائق الإدارية والمادية تحول دون سفره أو مشاركته في بطولات أكبر خارج مصر، لكن بعد عامين بالتمام والكامل استطاع الشاب الصغير الذي أتم عامه ال16 أن يقف على منصة التتويج بعد فوزه بالمركز الأول في البطولة الأفريقية التي عقدت في تونس، والتي لم يُحسم قرار مشاركته بها إلا في الأيام الأخيرة قبل انطلاق البطولة. الوطن نشرت قصته قبل عامين.. واللاعب يرجع الفضل لوالده والمدرب "الحمدلله، ربنا كرمني، وحققت أول خطوة على طريق حلمي"، يقول "عبده" بعد أن حصد أول ميدالية ذهبية على المستوى القاري في مشواره الرياضي، "فرحان أني قدرت أحقق الانجاز ده، وأشرف أبويا إللي دعمني، ومدربي إللي وقف في ضهري". والده "ياسر"، لاعب المصارعة السابق أيصا، ومدربه "الكابتن هاني"، هما صاحبا الفضل عليه كما يؤكد، فولاهما لم يحقق شيئا، خاصة في ظل عدم توفير دعم قوي له من جانب اتحاد اللعبة، يقول: "ماحدش بيساعدنا، والامكانيات ضعيفة، اضطريت اعتمد على والدي ومدربي لمساعدتي بصورة شخصية على مستوى التدريبات والاستعداد البدني والنفسي". الفوز ب"ذهبية أفريقيا" ليست نهاية الحلم، لكنها خطوة أولى على الطريق الذي يرسمه لنفسه ويتمسك بخوضه حتى النهاية، "نفسي أكون بطل أولمبي وبطل عالم"، يعرف أن الطريق صعب، لكنه يثق في قدرته على تحقيق ذلك، يضيف: "أنا واثق في قدراتي، وفي كرم ربنا، وبإذن الله أرفع علم بلدي في منصات تتويج جديدة". ياسر مسعد، ولاعب اللاعب، فخور بما حققه ابنه رغم الصعوبات التي واجهته، والتي كادت أن تنهي رحلته مع المصارعة الرومانية، لولا الإصرار والتمسك بتحقيق الحلم حسب قوله، مؤكداً: "عبدالرحمن مكمل إن شاء الله، ورسالتي لاتحاد المصارعة، وجميع المسئولين.. وفروا الدعم الحقيقي لهؤلاء الأبطال الصغار، علشان يقدروا يشرفوا بلدهم وينجحوا ويكون عندنا أبطال اولمبيين وأصحاب تصنيف عالمي".