انتاب الشارع الرياضي قلق شديد علي الالعاب الفردية في اوليمبياد اليابان (2025) بسبب تراجع مستويات الأبطال وإهمال برامج الاعداد بعد تأخر اجراء الانتخابات الي نوفمبر الماضي وعدم اكثرات الجالسين علي الكراسي بمستقبل مصر في الاولمبياد!! لكن المعدن النفيس لا يصدأ فقد انتفض اصحاب الميداليات في ريو دي جانيرو.. محمد إيهاب وسارة سمير.. حقق محمد ثلاث ميداليات ذهبية في الخطف برفع 165 كيلو جراماً وسجل في المحاولة الاولي 160 ليضمن الذهبية بعد ان رفع صاحب الفضية 158.. وحقق إيهاب ايضاً الذهبية في »الكلين» والنطر بعدما رفع ثقلا قدره 196 علاوة علي ذهبية المجموع ب 361 كيلو جراماً.. وبهذه النتيجة حقق صاحب برونزية »ريو» الأخيرة انجازاً تاريخياً لمصر وافريقيا بحصوله علي أول ذهبية للقارة ببطولة العالم بأمريكا ليصبح أول رباع مصري يصعد لمنصة التتويج في ثلاث بطولات أعوام 2014 و2015 و 2017.. كما فازت سارة سمير بذهبية النطر لوزن 69 كيلو جراماً بنفس البطولة. عاني محمد إيهاب كثيراً في السنوات الماضية حيث توفي والده وهو يشارك في دورة ريو دي جانيرو عام 2014.. وكانت احلامه بسيطة مثل اغلب المصريين الذين يعانون الفقر والمرض والجهل لكونه قادما من إحدي قري محافظة الفيوم.. وكان حلم حياته أن يحصل علي وظيفة وشقة في مكان مناسب ليكمل نصف دينه. كما يقول المثل بالزواج ومن الطريف ان إيهاب كان يحلم ان تكون الشقة بعمارة بها »اسانسير» ولا أدري لماذا هذا الطلب رغم أنه شاب ورياضي.. المهم أن معاناة البطل استمرت بعد الاولمبياد من التجاهل اكتفاء بالمكافأة المالية وكأننا لا نريد منه شيئا غير البرونزية الاوليمبية فدخل وزميلته سارة في عالم النسيان وقد عانت الأخيرة أزمة كبري بسبب عدم دخولها امتحان الثانوية العامة في عام الدورة الاولمبية واضطرت لاعادة السنة الدراسية.. وكما اسلفت فقد كان الابطال في مختلف الالعاب -تقريباً- ضحية تأخير اجراء الانتخابات ولو لا تدخل المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة شخصياً لتخصيص غرفتين بالمركز الاوليمبي بالمعادي للبطلين للإقامة والتدريب للاستعداد للبطولات القارية والدولية وآخرها بطولة العالم بالولايات المتحدة بعد انتظامهما في معسكر تدريبي هناك استعداداً للبطولة وقدمت الوزارة الدعم المطلوب للبطلين ليحققا هذا الانجاز الكبير.. أهدي محمد هذا الانجاز لروح والده الذي ان يتمني ان يكون بجانبه في هذا الوقت ليشاركه فرحته بالتتويج العالمي وعزف السلام الوطني المصري في أمريكا.. وأهدي الميداليات الثلاث لوالدته التي تقف خلفه دائماًِ داعمة بحبها وحنانها.. وقدم إيهاب الشكر لمدربيه واساتذته الذين دربوه ونصحوه وقال: إن ما تحقق نتاج دعمهم الفني والمعنوي.. ولم ينس اصدقاءه الذين ساندوه وطالبوه بمزيد من الانتصارات الرياضية.. ولان قلب الام يخفق دائماً للأبناء في الافراح والأحزان فقد سهرت السيدة هويدا مجدي والدة محمد ليلة البطولة حتي تطمئن علي ابنها رغم ارتباطها بالعمل في جامعة الفيوم.. تقول الام: بوب كما كان يناديه والده اللاعب والمدرب القدير (رحمه الله) هو الرابع بين أولادها الخمسة.. تابعين وابنائي الأحداث في منزل شقيقه.. والأبناء كلهم حصلوا علي أعلي مستوي في التعليم ما بين الطبي الذي حصل عليه الشقيق الاكبر د. حسين الذي رحل عن عالمنا بعد 7 سنوات من وفاة والده.. وأمير الذي يعد رسالة الدكتوراه في الزراعة ووليد المحاسب بالكهرباء وشوقي طالب الثانوية العامة.. وبالمناسبة فإن شوقي مشروع بطل اوليمبي آخر حيث ينتظم في مدرسة الموهوبين لرفع الاثقال.. وقد حظيت الام بتكريم عدة جهات منها جامعة الفيوم التي تعمل بها فكرمها رئيس الجامعة والمحافظ السابق في انجاز ريو دي جانيرو. ولم تخل تصريحات إيهاب من الغضب علي المسئولين في كل مرحلة من مراحل الانجازات فقد اتهمهم بالسعي لسرقة الانجاز بالتقاط الصور مع الابطال ثم يتجاهلونهم بعد ذلك!! ومع هذا فإن بطلنا يتحدي كل هذه المصاعب ويتدرب لتحقيق احلامه واحلام الوطن بمزيد من الانجازات ورفع العلم في مختلف المحافل الدولية - وفي مقدمة كل هذه الاحلام التقدم خطوة في اولمبياد طوكيو القادم باحراز ميدالية ذهبية او فضية علي الاقل بعد برونزية البرازيل.. فهو يتحلي بأكبر قدر من الشجاعة والاصرار في مواجهة التحديات ورضا والدته الذي هو من رضا الله.. قال ان الفوز احساس فريد خصوصا وهو يلعب في وزن اكبر من وزنه ومع منافسين أقوي رغم ان الكثيرين نصحوه بعدم المغامرة خاصة أنه بطل أولمبي يجب ان يكون حذراً في اختياراته في الموازين لكنه يحب المغامرة ويعمل من أجلها لأنه يؤمن أن الرياضة مكسب وخسارة واللي نفسه قصير هو الخاسر حتي ولو كسب في النهاية.. كان محمد إيهاب قد عاني من شائعة سعيه للحصول علي الجنسية القطرية قبل الاولمبياد الماضي بسبب معاناته مع المسئولين في مصر. لكنه نفي هذه الشائعات وتحداها بالمشاركة والحصول بل الميدالية البرونزية.. ورغم الانجاز الذي حققه في بطولة العالم فقد حذر بطلنا المسئولين من مخاطر إهمال الابطال وتجاهلهم ضارباً المثل بكرم جابر بطل المصارعة الاوليمبي وابو القاسم بطل السلاح.. وقد كان انجاز إيهاب الأخير موضع سعادة لكل نجوم الرياضة خاصة النجم محمد صلاح نجم منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي هنأ إيهاب علي الانجاز العالمي.