على طريقة الأفلام العربية القديمة حسم «شيكابالا» انتقاله من الزمالك إلى سبورتنج لشبونة وفى الثوانى الأخيرة ليصبح آخر لاعب فى العالم يتم انتقاله خلال فترة الانتقالات الشتوية لتعم الأفراح على الجميع. فمجلس الزمالك سعيد بالانتصار الذى حققه وحصل على 257 ألف دولار «كاش»، و«شيكابالا» حقق حلمه وهرب من جحيم الزمالك واللعب فى أحد أكبر أندية أوروبا الذى خرج منه الثنائى لويس فيجو وكرستيانو رونالدو، والإعلامى أحمد شوبير حقق الدور الإعلامى الحقيقى لأول مرة فى الإعلام المصرى بعدما ساهم فى إتمام الصفقة من خلال اتصالاته على الهواء مباشرة بمسئولى الزمالك مع اللاعب، والأهم من ذلك هو خدمة الأغراض الانتخابية لعدد من أعضاء المجلس الحالى الذين حصلوا على الشو الإعلامى ودور البطولة فى إتمام الصفقة، وبعض أعضاء النادى الذين أعلنوا ترشحهم فى الانتخابات المقبلة الذين كان لهم دور وحرصوا على الظهور فى التليفزيون للترويج لدورهم فى إتمام الصفقة. ولكن رغم كل تلك المكاسب التى خرج بها أطراف اللعبة، تكشف تلك الأزمة كم العوار الذى يعانى منه المسئولون عن الرياضة فى مصر من الفشل فى إبرام عقد لانتقال لاعب، لدرجة أن مسئولى النادى البرتغالى رفضوا التوقيع على العقد وفقاً لما أكده «شيكابالا» نفسه خلال بكائه على الهواء مباشرة لإتمام الصفقة. وطالما أن العقول القديمة والمتحجرة ستظل تدير الأندية وتلهث وراء كراسى فى الأندية للتلميع الاجتماعى، فلن تقوم قومة لرياضة مصرية. وأزمة «شيكابالا» كشفت كل الوجوه: فممدوح عباس حاول الظهور فى الصورة وأنه هو الذى يدفع لاحتراف اللاعبين المصريين وساعد اللاعب فى إرسال خطاب فسخ عقده مع الزمالك، ولكن لن ننسى أنك من رفضت رحيل «شيكابالا» مقابل 4 ملايين يورو للزمالك قبل عامين عندما جاءه عرض من أندرلخت البلجيكى. وكمال درويش، رئيس الزمالك الحالى، ظهر فى مشهد العاجز الذى ينتظر تعليمات سواء من وزير الرياضة أو غيره لإدارة الأزمة، واتخذ القرار فى النهاية برحيل اللاعب وإرسال البطاقة الدولية خوفاً من الفضيحة. حتى «شيكابالا» نفسه ورغم بكائه على الهواء وتعاطف الجميع معه، فإن الأزمة كشفت أيضاً أنه لم ينضج عندما هدد الزمالك وجماهيره التى ظلت تهتف باسمه بالملايين بأنه سيعود ليلعب فى الأهلى الغريم التقليدى. «شيكابالا» يحتاج إلى علاج نفسى من النادى البرتغالى حتى يستخرج منه كنز المواهب التى كانت مدفونة فى الزمالك، وفى حال نجح سبورتنج لشبونة فى تعديل طريقة تفكير اللاعب والسيطرة على انفعالاته، سيكون تعاقداً مع صفقة العمر بالنسبة له لما يملكه من قدرات فنية تفوق لاعبين كباراً فى القارة العجوز. أما فى حال استمر «شيكابالا» الذى شاهدناه فى الدورى المصرى بانفعالاته، فسيعود بعد أشهر قليلة «يا مولاى كما خلقتنى» ويبكى مرة أخرى للعب فى الزمالك، أو يتعلم من خطئه السابق وينتقل للأهلى. وفى النهاية، لن أفقد الأمل فى أن يكون للشباب دور فى هذا البلد، بعدما تم إنهاء أزمة «شيكابالا» عن طريق الشاب الخلوق عبدالرحمن مجدى الذى توسط لإنهاء الأزمة مع مسئولى النادى البرتغالى والذى وجد مع «شيكابالا» هناك، ونفس الأمر فى الزمالك بعدما تدخل أحمد مرتضى منصور عضو مجلس الزمالك ونصر عزام المستشار القانونى للزمالك. ولأعضاء الجمعية العمومية قبل فتح باب الترشح خلال الأسبوع الجارى أقول لهم: الوجوه الجديدة هى التى ستقودكم لنادٍ أفضل.. وإن اعتمدتم على الوجوه القديمة فالأسوأ قادم.