يحمل المصريون فى قلوبهم حباً كبيراً لآل الشيخ زايد، رحمه الله، المنبثق من مواقف الشيخ زايد التاريخية تجاه القضايا العربية والإسلامية بوجه عام وتجاه الشعب المصرى بوجه خاص، فقد كان الراحل القدير أخاً وصديقاً وحبيباً لمصر «الشعب والدولة» قبل أن يكون كذلك لمصر «النظام والحكومة» وهو ما ظهر جلياً فى السنوات العجاف الثلاث الماضية التى مرت على المصريين، فقد أدار الكثير ظهره لمصر بل وتآمر على أمنها واستقرارها، فيما وقف «آل زايد» ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة و«آل سعود» والمملكة العربية السعودية و«آل الصباح» والكويت ومملكتا البحرين والأردن ودول عربية أخرى تدعم وقوف مصر ضد الفوضى التى سُميت زوراً وبهتاناً «ثورات الربيع» والتى لم تكن فى حقيقتها سوى ثورات خراب ودماء ومؤامرات على الأمن القومى العربى والإسلامى، فى الوقت الذى دعمت فيه دول عربية صغيرة وحقيرة سيناريو الفوضى وقض مضجع أمن وأمان الشعب المصرى وكذا الشعوب العربية بالدعم المباشر وغير المباشر للجماعات الإسلامية الإرهابية المتطرفة التى أرادت الاستيلاء على السلطة بالسطو والتخابر والعمالة والكذب والتضليل والتجارة بالدين والدم والعرض والوطن والشرف، وفوق كل ذلك بالإساءة لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، والادعاء زوراً وبهتاناً بأنهم يمثلون دعوته ودولته وهم من الإسلام براء. من هنا جزعت وجزع المصريون من نبأ مرض الشيخ خليفة بن زايد باعتباره حبيباً ابن حبيب، وغالياً بن غالٍ، كونه رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة وقائداً للشعب الإماراتى الطيب الحنون.. فقد رأيت وسمعت من يدعو للرجل شفاه الله وعافاه من كل سوء فى المساجد بدوام الصحة والعافية وأن يجعل الله له من هذا المرض شفاعة لرفع قدره وذكره فى الدنيا والآخرة وأن يجزيه عن وقوفه بجانب مصر خير الجزاء، وخير العمل، وخير الحب، وخير النماء له ولبلاده ولأهله وبنيه ومُحبيه الذى أفتخر أننى واحد من هؤلاء. وإذ نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ويعفو عنه وأن يُذهب البأس، اللهم رب الناس، اشفِ أنت الشافى، لا شفاء إلاّ شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً، إذ نسأل الله الشفاء ودوام الصحة والعافية أقول إنه يخطئ من يتصور أن وقوف «آل زايد» ودولة الإمارات الشقيقة مع مصر الشعب والدولة مرتبط بثورة 30 يونيو فقط، لأن دعم الإمارات لمشاريع التنمية والبنية التحتية لمصر قائم منذ عشرات السنين، فالشيخ زايد، رحمه الله، كان دائم الدعم للاقتصاد المصرى عن طريق المشروعات التنموية الكبيرة مثل بناء مدن ومساكن شعبية، بالإضافة إلى الدعم البترولى والمادى الذى لم ينقطع حتى فى عهد المعزول محمد مرسى الذى عزله الشعب المصرى ويُحاكم الآن بالتخابر. صحيح أن هذا الدعم قد تضاعف بعد ثورة يونيو وأصبح ممنهجاً ومؤسسياً عن طريق إنشاء مشروعات خمسية منها الآجل ومنها العاجل بحسب الحاجة الحالية لدعم الاقتصاد المصرى، وأنها أوكلت القوات المسلحة للإشراف الكامل على هذه المشروعات من بناء مساكن وتوسعة عمرانية ومشاريع تنموية لم يسبق لها مثيل.. لكن كل ذلك يأتى فى إطار الدعم المتواصل ووقوف الإمارات بجوار الدولة المصرية فى محنتها التى نسأل الله الكريم أن تمر بخير وسلام، وأن يجزى كل من وقف معنا فيها بألا يريه مكروهاً أبد الآبدين. مرض الشيخ خليفة بن زايد يشعل فى قلب كل عربى ومسلم مشاعر الحب والامتنان، لهذا كتبت مقالى فى حب هذا الرجل وحب «آل زايد»، عليهم من الله كل ثناء وتقدير، وأسأل الله الكريم أن يجزيهم عنا كل خير.. اللهم آمين.