تشهد الانتخابات الأمريكية سجالا حول عدد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية، قبل أسبوع من مؤتمر الحزب الجمهوري في تامبا بولاية فلوريدا. ويأتي على رأس هذه القضايا "الإجهاض والاقتصاد وأسعار الوقود واختيار بول ريان في منصب نائب الرئيس الجمهوري وتأثير المناظرات الرئاسية القادمة، فضلا عن تأثير طائفة المرشح الجمهوري ميت رومني وهو من "المرومون" على انقسام الجمهوريي"ن. وقد تبنى الحزب الجمهوري موقفا رافضا للإجهاض ضمن برنامجه الانتخابي تمهيدا لمؤتمره العام للانتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل. وفي هذا الإطار، تقدم المرشح الجمهوري ميت رومني نقطتين في استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال ومحطة تليفزيون "إن بي سي" الأمريكية حول الانتخابات الأمريكية التي يتنافس فيها ضد الرئيس الأمريكي الديمقراطي باراك أوباما. وحول تأثير قرار الحزب الجمهوري بشأن الإجهاض على اختيار الناخبين لرومني أو أوباما، على ضوء محاولة أوباما استمالة بعض النساء في هذا الصدد، أشار المراقبون إلى أن هذه نقطة مهمة بالنسبة للديمقراطيين..وأوباما يقول إن الجمهوريين يقولون إنه يشن حربا على النساء، بينما يقول الجمهوريون إن هذا ليس صحيحا. وأضاف المراقبون أن الحديث لا يجب أن يركز على الاجهاض بل على توفير الوظائف، والاستطلاعات تؤكد أن الاقتصاد هو ما يهم الأمريكيين.. أما الأمور الأخرى فلن تأتي بأي من المرشحين إلى البيت الأبيض. وأشاروا إلى أنه ليست هناك نتائج مؤكدة وأن ما أظهره الاستطلاعين من تقدم لرومني في الوقت الحالي لا يعتبر تقدما لأن استطلاعات الرأي بها هامش للخطأ، وأوضحوا أن المرشحين متقاربان جدا من بعضهما، إلا أن أوباما يتصدر في ولايات مثل أوهايو وفلوريدا اللتين تتمتعان بأهمية كبيرة نظرا للأعداد الكبيرة للناخبين فيهما..وإذا تمكن أوباما من الفوز بهما، وخاصة في ولاية فلوريدا فإنه سيفوز بسباق البيت الأبيض في نهاية المطاف رغم أن الاستطلاعات تظهر عكس ذلك. وقال المراقبون إنه سيتم النظر في أعداد المؤيدين لكل مرشح قبل وأثناء وبعد المناظرات الثلاث التي ستجري بين أوباما رومني، مشيرين إلى أن ولايات أوهايو وفرجينيا وكولورادو وفلوريدا سيكون لها أهمية خاصة في هذه الانتخابات. ومن المقرر أن يزور أوباما ونائبه جو بايدن ورمني ونائبه المرشح بول رايان هذه الولايات مجددا من أجل اقناع الناخبين المترددين بأنهم الفريق المناسب لرئاسة الولاياتالمتحدة. كما أشار المراقبون إلى أن اختيار رومني لبول رايان نائبا له لم يؤد إلى زيادة أعداد المؤيدين للجمهوريين، وقد يكون رايان جيدا من وجهة نظر الجمهوريين، إلا أن المرشح الذى يسعى للرئاسة يجب أن يتحاور مع الناحبين المترددين.. ولا يبدو أن رايان سيساعد في هذا الصدد.. وشددوا على أن التصويت النهائي سيكون إما لأوباما أو رومني وليس لم سيشغل منصب نائب الرئيس. وحول ما هو متوقع من مؤتمر الحزب الجمهوري الأسبوع المقبل، قال المراقبون إنهم يتوقعون مؤتمرا مليئا بالحماس وحديث الجمهوريين عن أمور توحدهم، ولكن ما يجب التركيز عليه هو القضايا التي تفرق بيت أعضاء الحزب.. ورومني من طائفة المرومون والمؤتمر العام للحزب سيظهر ما إذا كان سيتم الحديث عن هذه الطائفة. وأضافوا أن هناك مسيحيين محافظين يعتبرون أن الحزب الجمهوري هو حزبهم وهناك اختلافات بين المسيحيين الإنجيليين والمرمون..ورومني سيحاول التوفيق بين هذه الاختلافات والتغلب على عدم الاتفاق حول موضوع الإجهاض. كما توقع المراقبون بعض الاحتجاجات خارج المؤتمر العام للحزب الجمهوري، حيث ستكون هناك حشود من جميع أنحاء الولاياتالمتحدة لممارسة حقها الدستوري في الاحتجاج ضد رومني، ولكن في النهاية ما سيراه الناس هو محاولات للاتحاد من الداخل وبعض الاحتجاجات في الخارج.