صباح الفل.. افتح اللاب توب أو الموبايل الأندرويد بتاعك ع الصبح كده، وشغل الجي بي إس، وافتح برنامج جوجل إيرث الشهير وشغله، واتفرج شوف يا مؤمن الدنيا اتغيرت إزاي.. وشوف التكنولوجيا بتجيبلك موقعك فين بالزبط من الكوكب كله، بيبدأ معاك من الغلاف الخارجي للكوكب، وينزل زي الصاروخ كده لقارتك وبعدين دولتك، وبعدين محافظتك ثم مدينتك ثم الحي بتاعك ثم شارعكم. ومش بعيد بعد كام سنة، تلاقيه اتطور لحد ما تيجي تكتب ستاتس ع الفيس بوك يكتبلك، فلان الفلاني (أت) الكنبة اللي في أوضة الليفنج في شقه 15!. راجع نفسك بقى وجوجل إيرث نازل كل المشوار ده عشان يوريك موقعك، وركز شوية، هوه إنت وكل حياتك ومشاكلك كلها كلها، في النقطة دي بس من الكوكب، يعني خناقاتك مع مراتك ودوشة العيال، والبواب الرخم اللي في عمارتكم والواد بتاع الركنة اللي قارفك كل يوم الصبح عند الشغل، ومديرك اللي مطلع عينك، كل دول في النقطة النونو أوي دي. البت اللي بتحبها ومش عارف تتجوزها، والشقة اللي مش قادر تحوش تمنها، ومش عارف إزاي، حتي هتسكن فيها إيجار جديد، ومذاكرتك وكليتك والشهادة اللي نفسك تاخدها ومش عارف، بعد ما تاخدها هتاخد إيه تاني، ولا هتعمل بيها إيه؟ يمكن مش أكتر من إنك تسد بيها خرم في حيطة المطبخ في بيتكم. كوووول ده في النقطة الفسفوسة النونو أوي من الكوكب ده.. واللي إنت شفتها بعينك تمثل قد إيه لحجم الكوكب اللي بيلف قدامك على الشاشه، بيعمل إيه؟ بيلف.. وكذلك الأيام والزمن بيلف ومفيش حاجة بتفضل على حالها، كله بيتغير سبحان من يغير ولا يتغير، يبقى إنت أكيد مش هتفضل كده طول عمرك، هتتغير ده أكيد، لكن السؤال هتتغير للأحسن ولا للأسوأ؟ دي بقى مشكلتك إنت يا برنس.. هتقولي إزاي؟. أقولك إزاي، بص يا سيدي.. إنت مع كامل احترامي ليك، كما أنا تمامًا وكما كل من تعرفهم في الحياة، لا نمثل إلا نقطة في بحر، فلازم تعرف إنك كنقطة مهما اتعكرت واسودت مش هتعكر البحر أبدًا، ده أولًا، أما ثانيًا بقى، طيب ليه ما تحاولش تبص للمشاكل من فوق؟ تقعد تتربع كده ع الغلاف الخارجي للكوكب المحترم ده، وتبص لابن الستين في سبعين، ومش عارف ليه مش تمانين في تسعين مثلًا، اللي مطلع أيمانك ومبهدلك في الحياة، أيا كان، مراتك ولا مديرك ولا مشرف على رسالتك في الدراسات العليا، أو حماتك أو جوز مرات أبوك. بالضبط كده.. هو كمان وضعه مش أحسن منك بكتير، هو نقطة متناهية الصغر في الكوكب ده، يعني ما تديلوش أكبر من حجمه، ركز في نفسك إنت إزاي تخرج من تحت إيد المشكلة، وما تسبهاش ضاغطه على نفسك ومخلياك مخنوق من كل حاجه في الحياة. مشكلتك في جنب واحد، لكن عندك خمسين مليون جنب، نام على واحد فيهم يا أخي، دور على فكرة جديدة تتعامل بيها مع نفس الموقف، تخيل مثلًا إنك مكانه وعاوز تدايق فلان الفلاني، اللي هو إنت، طيب ما تسيبه يعمل اللي هو نفسه فيه، وتعمله إنت مفاجأة إنك ما اتدايقتش ولا أي حاجة.. خد الحكاية عادي جدًا وكمل في طريقك عادي، هيتغاظ وهيحاول يعمل فيك حركة أمر من اللي فاتت، وإنت كمان اتصرف بنفس الطريقة اللي فاتت، وكرر المفاجأة وما تتفاجأش للمرة التانية!. هيزهق أو هيدور على أسلوب جديد هيكون لحسن الحظ مش بيدايقك بجد، لأنك لخبطته ويمكن تكون اتلخبطت إنت كمان، وما بقتش تتدايق لا من الحركات المقصودة ولا غير المقصودة، ما تخليش مجرد نقطة متناهية الصغر تضيع عليك كل حاجه في الكوكب كله، يمكن عندك فرص كتير تتبسط وتستمتع بعيد عن أم النقطة الوحيدة اللي مسودة الدنيا في وشك دي. ما تركزش فيها، ركز على نفسك إنت وشوف عودك وشوف عودها، يعني شوف موقعها على جوجل إيرث!.