أسماء كثيرة يسمى بها جهاز الدولة المصرية المتبقى من نظام مبارك، فتارة نسميه الدولة العميقة، وتارة نسميه البيروقراطية المصرية، وتارة نسميه الفلول. ولإهمال التعامل معه منذ قيام الثورة أصبح كثير منهم يصرح بهويته مفاخراً: «أيوه أنا فلول».. فلم تستطع الثورة الاقتراب منهم أو حتى تعطيل مصالحهم، وصبرنا كثيراً وجاهدنا فى انتخابات الرئاسة لهزيمة زعيمهم، وقدر لنا الله النصر، وتولى مرسى الرئاسة، وإذا بأمواج الدولة العميقة تغرقه فى بحرها الهادر. والسؤال: هل يتعامل مرسى مع أجهزة الدولة العميقة بنفس طيبة عصام شرف، هل ستغرقه أمواج المطالب الفئوية والمظالم وحوادث البلطجة وصراع النخبة الخبيثة المتعفنة؟ والله إنى أتعجب من تصرفات السيد الرئيس حتى الآن. هل لم يكن عنده خطة لمواجهة تعفن الأجهزة.. هل كان يتصور أنه باجتماعاته مع المحافظين أو رؤساء الأحياء، وكلمات التشجيع، سوف يغير طريقة تفكير وأعمال تدربوا عليها عشرات السنين؟ هل صدق المقالات وأقوال البرامج مدفوعة الأجر التى تنبح فى الفضائيات «مش كلهم فاسدين فيهم ناس كويسين بس كانوا مضطرين»؟ سيادة الرئيس.. أرجوك لا تخيّب فيك رجاءنا، تخلص بقسوة شديدة من كل الأجهزة التى عملت مع النظام السابق فى جميع المجالات، وابدأ سيادة الرئيس بأجهزة رئاسة الجمهورية، يجب أن يعمل بجوارك مخلصون أكفاء فقد بدأت الحرب، وأنت متأخر كأنك لم تكن جاهزاً، وهم جاهزون، أين الفريق الرئاسى، لو كان هناك مشاكل فى التوافق ابدأ سريعاً بمن تم التوافق عليه، سيادة الرئيس لا يصح فى عهدك أن يُقطَع طريق. قرار واحد بمنع قطع أى طريق، واستعمال القسوة المفرطة فى تطبيقه سيعطى رسالة أن مصر لها رئيس، أرجوك لا تستمع لمن ينتقد أى تصرف عنيف فهم فلول، كل ما يخططون له هو إغراقك فى أمواج الدولة الغريقة لإعادة من يدفعون لهم إلى قيادة الدولة مرة أخرى. ومن قلبى أتمنى لك التوفيق.