أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم، أن وضع حقوق الإنسان في روسيا مازال يطرح مشكلة كبيرة، وذلك عشية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تفتتح في "سوتشي" في السابع من فبراير، منتقدة خصوصا تصاعد أعمال العنف ضد المثليين. وقالت تاتيانا لوكشينا- من فرع "هيومن رايتس ووتش" في موسكو- لم تعد قضيتا خودوركوفسكي وبوسي رايوت تلقيان بظلالهما على الألعاب الأولمبية في "سوتشي" لكن وضع حقوق الإنسان مازال يطرح مشكلة. وأضافت لوكشينا- خلال مؤتمر صحفي في موسكو- أن الإفراج عن هؤلاء السجناء البارزين الذين انتقد الغرب بشدة محاكمتهم، لا يرمي سوى إلى تحسين صورة روسيا قبل الألعاب الأولمبية في "سوتشي"، موضحة "هذا لا يعني أن وقت الليبرالية قد حان". وبحسب "رايتس ووتش"، فإن عام 2013، في روسيا شهد خصوصا هجمات غير مسبوقة على منتقدي السلطة أطلقت في 2012. وتطبيق القانون الذي تم تبنيه في 2012، ويرغم المنظمات غير الحكومية التي تحصل على تمويل أجنبي بأن تسجل ك"عملاء للخارج"، أدى إلى حملات تدقيق طالت مئات المنظمات غير الحكومية في البلاد وإلى عشرات المحاكمات. وأعقب تبني قانون يعاقب على الترويج للمثلية أمام قاصرين، تصريحات مناهضة للمثليين في وسائل الإعلام المؤيدة للكرملين وتصاعد العنف ضد المثليين، بحسب هيومن رايتس. وقامت مجموعات تضم قوميين متشددين ونازيين جددا بإعطاء مواعيد لرجال أو مراهقين بحجج وهمية ثم انهالوا عليهم بالضرب لاتهامهم بأنهم مثليون ونشروا لاحقا أشرطة فيديو لأعمال العنف هذه على شبكات التواصل الاجتماعي. وقالت المنظمة: إن هذا القانون التمييزي غير مقبول بتاتا ويحد من حرية التعبير ويمس بحرمة الحياة الخاصة، مدينة، حملة تمييز تم خلالها توقيف مئات المهاجرين السريين من غير السلاف في موسكو في يوليو. وأوضحت " هيومن رايتس، أن هذه الحملة المصحوبة ب"خطاب معاد للأجانب" في وسائل الإعلام، ساهمت إلى حد كبير في تصاعد العنف من قبل المجموعات المتشددة. وقالت لوكشينا: إنه بعد حركة احتجاج غير مسبوقة اندلعت في روسيا شتاء 2011-2012، يحاول الكرملين أن يحول غضب المجتمع إلى خصوم محددين مثل المنظمات غير الحكومية المستقلة والناشطين المثليين والمهاجرين. وأضاف تقرير المنظمة، أن جمهوريات شمال القوقاز القريبة من الشيشان لا تزال تشهد عمليات اختفاء وتعذيب وإعدامات تعسفية في إطار أنشطة قوات الأمن الرامية إلى قمع التمرد الإسلامي، مشيرة إلى أنه "رغم دعوتها الأفراد من كافة أقطار العالم إلى دورة الألعاب الأولمبية تشجع روسيا التمييز وتضيق مجال الأنشطة المدنية. وفي نظر لوكشينا، تريد روسيا الاستفادة من المكانة التي تمنحها الألعاب الأولمبية لكنها ترفض تحمل مسؤولياتها، وتابعت قائلة: ما نخشاه هو أنه بعد انتهاء الألعاب الأولمبية عندما لن تكون روسيا محط أنظار العالم ستزداد عمليات المساس بالحقوق والحريات في البلاد.